أدباء

مارون عبود – قصة حياة الأديب اللبناني مارون عبود

مارون عبود
مارون عبود

ولد مارون عبود في قرية عين كفاع بجبيل عام 1886، وهو من أهم الكتاب والأدباء في لبنان.

مارون عبود – قصة حياة الأديب اللبناني مارون عبود

في بداية حياته كان يدرس تحت سنديانة منزله ثم تابع تعلّمه في مدرسة مارساسين ثم أدخله والده إلى مدرسة مار يوحنا مارون والتي أمضى فيها أربعة أعوام ولكنه رفض الاستمرار فيها لأن أباه كان يريد أن يهيأه للحياة الكهنوتية وهو ما كان يرفضه مارون رفضا قاطعا. التحق بعد ذلك بمدرسة الحكمة وهناك أمضى عامين. وقد وجد في هذه المدرسة الجو الملائم لتفتح مواهبه الأدبية، ليعمل بعدها في الصحافة والتدريس في عدد من المدارس في بيروت. كما احتك بعدد من الطلاب المولعين بالشعر أمثال: رشيد تقي الدين، أحمد تقي الدين وسعيد عقل وغيرهم. كما تعلم مارون عبود اللغة ، العربية والفرنسية والسريانية.

بدت ميوله الأدبية وتفوقه في مجال اللغة العربية اثناء سنواته المدرسية، وقد أصدر في عامه الدراسي الأخير مجلة أدبية تحت إسم “الصاعقة”. كان قد بدأ بكتابة قصائده ونشر بعضها في جريدة “الروضة” لخليل باخوس.

وقد كتب عدد من المسرحيات القصيرة، ولكنّه لم يكن مؤلفاً مسرحيّاً في هذا المجال، وإنما كان يكتب هذه المسرحيات لحاجة المدارس إليها. كما هي الحال في البدايات المسرحية عند العرب، فقد كان أستاذا للغة العربية، يقوم بتأليف المسرحية المدرسية التي يقوم الطلاب بتمثيلها على خشبة مسرح المدرسة، ويراعي فيها الهدف التعليمي والأخلاقي مع المحافظة على القيم الدينية والقومية والاجتماعية، فضلاً عن مراعاة قواعد اللغة العربية وأساليب البلاغة والفصاحة، ولذلك كان مارون عبود دارسا ناقدا أولاً، وقصصياً ثانياً.

مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، انتقل الى قريته وانهمك في العمل الزراعي، ليواجه الظروف المعيشية الصعبة التي كان يجتازها لبنان خلال تلك المرحلة وعيّن رئيساً لبلدية غرزوز، وموظفاً في أعمال المساحة، ورئيس إحصاء. وقد أولى الأرض اهتماماً خاصأً فهي مصدر رزقه.بعدها انتقل الى مدينة عاليه، ليدرّس آداب وأصول اللغة العربية في الجامعة الوطنية، لصاحبها الياس شبل الخوري. وبقي في عمله هذا حتى عام 1957 .

مارون عبود

مارون عبود

توقف عن التدريس عام 1959 بسبب الدوار الذي كان يصيبه من فترة الى آخرى نتيجة نشاف في شرايين الرأس، فانتقل الى مدينة جونيه حيث كان يقضي وقته في المطالعة وتنقيح كتبه غيرالمطبوعة.

مارون عبود صحفي كاتب وشاعر، لكنّه ناقد أولاً، فقد تربّع على عرش النقد لفترة طويلة لما كان يملكه من مؤهلات وحنكة وخبرة وبراعة في التحليل، هو ناقد يجرح احيانا، ولكنّه لايدمي، ولايسعى إلا لإرضاء الحقيقة، ولذلك كان يهتز هلعاً أمام قلمه معظم المبدعين، أما المبدعون الحقيقيون فقد وقفوا أمام قلمه وقفة احترام كبير لأحد اهم النقاد في العصر الحديث، فقال نزار قباني في مارون عبود: “كتبنا شعراً في عصر مارون عبود، وعلى محكّ هذه السنديانة الماردة، برينا أقلامنا وتركنا أسماءنا”.

كان صادقاً نزيهاً أميناً وموضوعياً بالإضافة إلى سرعة بديهته وثقافته العالية، وهو صاحب طرفة مميزة، وكان خالص العروبة قولاً وفعلاً، وقد سخّرعلمه وأدبه لهذه القضية، إذ تتضح من خلال مراسلاته لأدباء وكتاب العربية. وقد كان يؤخذ برأيه في هذا المجال، بل قال في عشقه وشغفه للعروبة: سمّيت ولدي محمداً نكايةً بوالدي الذي سمّاني مارون، وقد سمّى ابنته أيضاً فاطمة، وقد قال شعراً في المناسبة:

“خفف الدهشة إن رأي    تَ ابن مارون سميّاً للنبي

أمّه ما وضعته مسلماً      أو مسيحياً ولكن عربي

حبّذا اليوم الذي يجمعنا    من ضفاف النيل حتى يثرب”

لقد حاز مارون عبود جائزة رئيس الجمهورية اللبنانية، (1960م)، وهو الذي أغنى مكاتب الوطن العربي بستين مؤلفاً، منها ما طبع، ومنها ما يزال مخطوطاً منها: ” وجوه وحكايات، مجدّدون ومجترّون، أقزام جبابرة، الأمير الأحمر، أمين الريحاني، أحاديث القرية، حبر على ورق، من كل واد عصا”.

 توفي مارون عبود في الثالث من حزيران من العام 1962 في جونيه.

في نجومي المزيد من سير حياة مشاهير الفكر والأدب، نقترح عليك مطالعة قصة حياة الأديبة مي زيادة.

إذا نالت هذه المقالة إعجابك لا تنس مشاركتها على صفحاتك في مواقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك، تويتر..) لنشر المعلومة بين الأصدقاء.

Save

Save

التعليق 1

أكتب تعليقك ورأيك