أدباء

بيرم التونسي – قصة حياة بيرم التونسي أكثر الشعراء جرأة

بيرم التونسي

بيرم التونسي – قصة حياة بيرم التونسي أكثر شعراء الوطن العربي جرأة

يعتبر الأديب الراحل بيرم التونسي من أكثر شعراء الوطن العربي جرأة واهتمامًا بمشاكل شعوبهم، فلم يردعه السجن أو النفي أو المصادرة عن كتابة كلماته النارية التي كان يهاجم بها الأوضاع المغلوطة، فكان ذلك دافعًا لانتشاره الشعبي وفوزه بقلوب الجماهير، فكان من الطبيعي أن يتغنى الكثير من نجوم عصره بأشعاره، وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم والفنان السوري فريد الأطرش وشقيقته أسمهان.

ولد بيرم التونسي في محافظة الإسكندرية يوم 23 آذار/ مارس العام 1893، وكان جده تونسي الجنسية ولذلك لقّب بالتونسي، ورغم ذلك إلا أنه قضى طفولته في حي السيالة الشعبي، فكان المصدر الأول لمصريته وأزجاله الجريئة التي اشتهر بها فيما بعد.

إقرأ أيضاً:  إيليا أبو ماضي – قصة حياة الشاعر اللبناني الذي يعتبر من أهم أدباء المهجر

التحق الفتى الصغير بالكتاب للتعلُم ثم انتقل إلى المعهد الديني التابع لمسجد أبي العباس، وحينما توفي والده قرر العمل للإنفاق على نفسه، ولكنه لم يترك التعليم خاصة أنه شغف بالأدب كثيرًا، وحاول كتابة بعض الأشعار التي سريعًا ما استطاعت أن تنافس كبار الشعراء آنذاك، لأنها كانت باللهجة العامية وقريبة من مشاكل وهموم المواطنين.

بيرم التونسي

بيرم التونسي

حتى كانت أول قصائد بيرم التونسي الهجائية بعنوان “بائع الفجل“، والتي انتقد خلالها المجلس المحلي السكندري والضرائب المرتفعة التي كان يُقِرها، فازدادت شهرته ودخل عالم الأدب الجماهيري، ثم أصدر مجلة “المسلة” العام 1919 وهاجم من خلالها الملك فؤاد وزوجته، فأغلقتها الأجهزة الأمنية، ولكنه أصدر أخرى باسم “الخازوق” وتزايد هجومه على الملك، فصدرت الأوامر بنفيه إلى تونس العام 1923.

إقرأ أيضاً:  زوزو حمدي الحكيم - قصة حياة رائدة المسرح المصري

عاش الأديب التونسي حياة قاسية في المنفى؛ إذ انتقل من تونس إلى فرنسا وعمل حمّالاً في ميناء مرسيليا لمدة عامين، ثم عاد إلى القاهرة بجواز سفر مزور، فرحّلته السلطات المصرية مرة أخرى إلى باريس، وحينما قررت السلطات الفرنسية العام 1932 طرد الأجانب من البلاد، تنقل بين لبنان وسورية ودول أفريقية أخرى.

لم ينقطع بيرم التونسي عن كتابة أشعاره وأزجاله المميزة خلال تلك الفترة، ثم تقدم بعد ذلك بالتماس للقصر الملكي في مصر لطلب العفو عنه، وحينما وافق الملك فاروق الأول عليه عاد إلى وطنه واستأنف كتاباته الشعرية في الكثير من الصحف مثل مجلة أخبار اليوم وجريدة الجمهورية وجريدة المصري وغيرهم.

قدّم الأديب الراحل الكثير من الأعمال الشعرية الهامة، مثل: “أعوذ بالله”، و”بخمسين قرش”، و”بدنجان”، و”ظلموني الناس”، و”النشال”، و”شوفي لنا بنت حلال”، و”الواسطة لسه شغالة”، و”المجلس المحلي”، و”عزرائيل”، وكان غالبيتها عبر أثير الإذاعة مثل: “سيرة الظاهر بيبرس” و”عزيزة ويونس”.

إقرأ أيضاً:  حاتم الطائي - قصة حياة حاتم الطائي أكرم العرب

حصل الشاعر التونسي على كلٍ من الجنسية المصرية وجائزة الدولة التقديرية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر العام 1960، وقد توفي بيرم التونسي في 5 كانون الثاني/ يناير العام 1961، بعد معاناة طويلة مع الربو.

التعليق 1

أكتب تعليقك ورأيك