سنوسرت الثالث – قصة حياة الفرعون المصري العظيم

سنوسرت الثالث وهو الفرعون الخامس للأسرة الثانية عشر، يعد واحدا من أهم الفراعنة في التاريخ، أطلق عليه اليونانيون اسم سيزوستريس الثالث، وهو المصدر الذي استمدوا منه أسطورتهم سيزوستريس.

ولد في عهد والده سنسوسرت الثالث وفي ظل رعايته الحكيمة نشأ، وشهد الرخاء الذي عاشت فيه مصر في ظل حكم والده الآمن، وكما أنه شارك والده في آخر سنوات حكمه ليكون مستعدا لخلافته.

والده هو سنوسرت الثاني أما والدته فكانت نفر حجيت الأولى.

بدأ بحكم مصر بعد وفاة والده في العام 1878 قبل الميلاد، واستمر في سياسة أبيه من خلال الاهتمام بالزراعة، فقام بإنشاء أول قناة مالية وربطت بين البحرين الأحمر والمتوسط من خلال نهر النيل، وأطلق على هذه القناة اسم سيزوستريس وكانت تمتد من المتوسط إلى نهر النيل أما القسم الذي يمتد من النيل إلى البحر الأحمر فأطلق عليه اسم قناة كريت، ولقد لعبت هذه القناة دورا كبيرا في تقدم الزراعة، كما ساهمت في ازدهار التجارة بشكل كبير.

أما على الصعيد الخارجي، فلم يكن سنوسرت الثالث كوالده الذي اكتفى بالاهتمام بالزراعة فقط، بل قام بالتوسع في الجنوب، فأغار على النوبة في الفترة الممتدة ما بين 1866 إلى 1863 قبل الميلاد، ووصل حتى الشلال الثالث، وقام ببناء مجموعة من القلاع النهرية الضخمة، ومن أبرزها قلعة بوهن وقلعة توشكى.

سنوسرت الثالث

كما توسع هذا الفرعون شمالا، فدخل فلسطين، وسيطر على مدينة بيبلوس الفينيقية وأقام فيها قلعة، كما قام ببناء قلعتي سمنة وقمنة واللتين تقعا ما وراء الجندل الثاني، وكان الهدف الأساسي من بنائهما تأمين الحماية لحدود مصر.

أما من الناحية العمرانية فقد قام ببناء معبدا ومدينة في أبيدوس، كما بنى معبد في مدامود، وإليه ينسب بناء الهرم الأسود في دهشور، والذي قام ببنائه على مرحلتين، فبعد أن حدثت مشاكل إنشائية في بداية بنائه، تخلى عن فكرة بنائه لفترة، قبل أن يعيد إكماله في فترة لاحقة من حكمه، وتم تخصيص هذا الهرم لدفن السيدات الملكيات، كما قام ببناء هرم جديد في منطقة الهوارة.

تزوج هذا الفرعون من عدد كبير من السيدات، كما كان له العديد من المحظيات من أبرزهم مريت سجر، نفر حنوت خنمت، ونفر حجيت الثانية، وأنجب منهم العديد من الأبناء من أبرزهم خليفته أمنمحات الثالث، مينت، وميريرت وغيرهم.

استمر سنوسرت الثالث في حكم مصر حتى وافته المنية في العام 1839 قبل الميلاد بعد أن ظل في سدة الحكم لمدة تسعة وثلاثين عاما، قضاها في التطوير والإصلاح، وحقق العديد من الإنجازات التي خلدت اسمه كواحد من أبرز الفراعنة عبر التاريخ.

إقرأ أيضاً: أمنمحات الثاني – قصة حياة الفرعون المصري أمنمحات الثاني