عياد الطنطاوي واسمه الكامل محمد بن عياد بن سعد بن سليمان الشافعي مفكر، مؤرخ، ومؤلف مصري عظيم، يعد واحد من أهم أعلام النهضة العربية، ولقد ساهم في توعية الشعب المصري، كما أنه نشر الثقافة بين صفوفه.
ولد في العام 1810 في قرية نجريد التابعة لمدينة طنطا المصرية، والده يعود بأصوله إلى قرية محلة مرحوم في محافظة الغربية، وكان يعمل في بيع القماش والصابون.
أحب العلم منذ الصغر، وفي سن السادسة بدأ يتردد على الكتاب في طنطا، ومن ثم حفظ القرآن الكريم، كما حفظ عددا من المتون كمتن المنهج في علم الفقه، وألفية ابن مالك.
بعد ذلك اتجه عياد الطنطاوي إلى دراسة الشروح والتعاليق على المتون على يد عدد من الشيوخ ومن أبرز هذه الشيوخ الشيخ محمد الكومي، والشيخ محمد ألو النجا، والشيخ مصطفى القناوي والذي كان له الأثر الكبير عليه.
وبعد أن أصبح في سن الثالثة عشرة انتقل نحو القاهرة حيث بدأ يدرس في الجامع الأزهر، واطلاع على أعمال العلماء الكبار أمثال الشيخ حسن العطار، والشيخ محمد بن أحمد البيجوري، والشيخ برهان الدين إبراهيم السقا.
بعد أن أتم دراسته في الأزهر بدأ بإعطاء دروسا في الشرح والتعليق على كتب الشعر
والأدب، وفي العام 1936 أصيب بمرض الطاعون، ولكنه نجا منه.
بعد ذلك بدأ يقوم بتدريس اللغة العربية وآدابها للطلاب الأجانب، حيث عمل في المدرسة الإنجليزية في القاهرة، وقام بتدريس مجموعة من المستشرقين ومن أبرزهم الفرنسي فرنيل، الفرنسي بيرون، الألماني فايل، الألماني برونو، والإنجليزي إدوار لين.
ومن ثم رغب الوزير الروسي إحياء مدرسة الألسن الشرقية في روسيا، ووقع اختياره على عياد الطنطاوي ليكون المعلم فيها، وفي العام 1840 رحل نحو روسيا برفقة تلميذه موخين، ووصل إلى مدينة سان بطرسبرج في شهر أيار ( مايو) عام 1840.
بدأ عياد الطنطاوي في إلقاء محاضراته في كلية اللغات الشرقية في جامعة سان بطرسبرج، وظل في روسيا حتى العام 1844 حيث قام بزيارة أخيرة إلى مصر، زار خلالها القاهرة وطنطا، وجمع المخطوطات الشرقية، واصطحب عائلته وعاد إلى سان بطرسبرج، وظل فيها يدرس في الجامعة، وارتفعت مكانته كثيرا، وقلده القيصر الروسي خاتما مرصعا بالألماس الغالي كنوع من التكريم.
وفي العام 1955 أصيب بشلل في أطرافه السفلى، ولكنه واصل مهمته في سلك التعليم، وفي الحادي والثلاثين من كانون الثاني ( يناير) عام 1861 أحيل على التقاعد.
توفي عياد الطنطاوي في التاسع والعشرين من تشرين الأول ( أكتوبر) عام 1861 عن عمر يناهز واحدا خمسين عاما، قضاها في نشر الثقافة العربية.
أبرز أعماله:
تحفة الأذكياء بأخبار بلاد الروسيا؛ أحسن النخب في معرفة لسان العرب؛ ترجمة تاريخ روسيا الصغير لأوسترالوف.
إقرأ أيضاً: عبد اللطيف سلطاني – قصة حياة الشيخ الجزائري الكبير
[…] إقرأ أيضاً: عياد الطنطاوي – قصة حياة المفكر المصري العظيم […]