أدباء

رياض الصالح الحسين – قصة حياة الشاعر السوري ومعاناته الكبيرة في حياته القصيرة

رياض الصالح الحسين
رياض الصالح الحسين

ولد الشاعر السوري رياض الصالح الحسين في محافظة درعا السورية بتاريخ 10 آذار/ مارس 1954م، وعلى الرغم من حياته القصيرة والقاسية، ومرضه الذي أدى به لفقدان حاستي النطق والسمع، إلا أنه استطاع أن يترك أثر بليغ على الشعر السوري، وبالخصوص على تيار القصيدة اليومية التي باتت الأكثر انتشاراً بالشعر السوري.

حياة رياض الصالح الحسين الشخصية:

على الرغم من أن عائلته تنتمي الى مدينة مارع شمال محافظة حلب، إلا أن عمل والده في الجيش السوري، اضطر العائلة على التنقل في مناطق سورية متعددة، فولد رياض في درعا من أمه سامية التي كانت الزوجة الثانية لوالده، فعاش مع عائلة كبيرة تضمه مع والديه وأشقائه وشقيقاته التسعة، وأخويه من الزوجة الأولى لوالده.

رياض الصالح الحسين

رياض الصالح الحسين

بعد أن نال الشهادة الابتدائية ودخوله الى الصف السابع بالمرحلة الإعدادية، اضطر لترك المدرسة بعد أن أصيب بالتهاب حاد للمجاري البولية، ادى لاحقاً لإصابته بقصور كلوي حاد، فأجريت له العملية الجراحية الأولى وهو في الثالثة عشرة من عمره، والتي أدت الى فقدانه القدرة على السمع أو النطق، وعلى الرغم من أنه بات أصم وأبكم إلا أنه عمل على تثقيف نفسه بنفسه.

مسيرة رياض الصالح الحسين الشعرية:

انطلقت مسيرته الشعرية بشكل حقيقي منذ عام 1976م، عندما نشر في مجلة “جيل الثورة” أولى قصائده، التي تتابعت لاحقاً، في نفس المجلة التي كانت تمنحه عائد مادي زهيد، ثمّ انتقل لكتابة قصيدة النثر في عام 1977م، وفي عام 1978م انتقل من مدينة حلب الى العاصمة دمشق التي عمل فيها بمكتب الدراسات الفلسطينية، وقد استمر في عمله هذا حتى تاريخ وفاته.

تعرّف على مجموعة من الادباء والشعراء الذين كانوا معارضين للسلطة، وتعاون معهم على تأسيس نشرة سميت “الكراس الأدبي”، والتي أوقفت عن النشر بعد عددها التاسع واعتقل معظم من يكتب فيها بمن فيهم نجمنا في هذا المقال، الذي عانى كثيراً من التعذيب في المعتقل، وخصوصاً أن المعتقلين لم يصدقوا انه أصم وأبكم واعتقدوا أنه يدّعي ذلك.

بعد خروجه من المعتقل نشر رياض الصالح الحسين أول مجموعة شعرية له في عام 1979م بعنوان “خراب الدورة الدموية”، والتي كان لها الكثير من المؤيدين في نفس الوقت الذي عارضها الكثيرون، وفي عام 1980م نشرت له وزارة الثقافة السورية مجموعته الثانية بعنوان “أساطير يومية”، وقبل وفاته بأشهر بسيطة أصدر ديوانه الذي لاقى انتشار واسع “بسيط كالماء، واضح كطلقة مسدس”، بينما نشر ديوانه الاخير “وعل في الغابة” بعد وفاته بعام.

وفاته:

الى جانب الامراض التي عانى منها، جاءت الصدمة العاطفية من المرأة العراقية التي أحبها، ليكون تأثير هذه الصدمة قاتلاً على الشاعر الذي ترك نفسه حبيس جدران غرفته رافضاً للطعام والشراب، وقد نقل الى مشفى المواساة الى دمشق التي فارق الحياة فيها بتاريخ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 1982م، وعلى الرغم من وفاة رياض الصالح الحسين وهو شاب في 28 من عمره إلا ان أثره الشعري بقي كبيراً، في عالم الشعر السوري.

إقر أ أيضاً: جوزيف حرب – قصة حياة الشاعر الكبير وأشهر قصائده التي غنتها السيدة فيروز

2 تعليقات

أكتب تعليقك ورأيك