يشير عدد قليل من الأسماء في سجلات كرة القدم الكولومبية إلى الكثير من العاطفة والمأساة مثل اسم أندريس إسكوبار الذي ولد في 13 مارس عام 1967 في ميديلين، كان إسكوبار لاعب كرة قدم موهوب أسر قلوب المشجعين بمهارته وتفانيه وقيادته على الملعب. ومع ذلك، اتخذت قصته منعطفًا مدمرًا هز الأمة وعالم كرة القدم. يتناول هذا المقال حياة ومسيرة ورحيل اللاعب الكولومبي أندريس إسكوبار في وقته غير المناسب.
ما هي الحكاية المأساوية لأندريس إسكوبار بطل كرة القدم الكولومبي ؟
ظهر شغف أندريس إسكوبار بكرة القدم في سن مبكرة, حيث أنه نشأ في حي صعب في إل بوبلادو في ميديلين، وشحذ مهاراته في الشوارع المحلية قبل الانضمام إلى فرق الشباب في أتلتيكو ناسيونال، واحد من أبرز أندية كرة القدم في كولومبيا. وكان هنا حيث بدأ إسكوبار في إظهار موهبته الطبيعية كمدافع مركزي، يتميز بمهارات دفاعية استثنائية وصفات قيادية وقدرة رهيبة على قراءة المباراة.
ارتفعت شهرة إسكوبار في عالم كرة القدم بسرعة, حيث خاض أول مباراة له كلاعب محترف مع أتلتيكو ناسيونال في عام 1987، وسرعان ما أثبت نفسه كركيزة في قلب دفاع الفريق, وبعد أداءه المتين وجهت له دعوة للانضمام إلى منتخب كولومبيا الوطني.
وصلت مسيرة إسكوبار إلى ذروتها خلال كأس العالم لعام 1994 التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية كعضو أساسي في المنتخب الوطني الكولومبي حيث لعب دورًا حاسمًا في تأهل منتخبه للبطولة وكان من المتوقع أن يلعب المنتخب الكولومبي دور الحصان الأسود في البطولة.
ولكن خلال مباراة حاسمة ضد الولايات المتحدة، سجل إسكوبار بالخطأ في مرماه، مما أدى إلى هزيمة كولومبيا. هذا الهدف الخاص ساهم في نهاية المطاف في الخروج المبكر للفريق من البطولة.
واجه أندريس إسكوبار سيلاً حاداً من الانتقادات والإدانات وحتى التهديدات بالقتل, فقد اعتبره الكثيرون أنه المسؤول الأول عن فشل كولومبيا في البطولة، حيث كانت الفترة التي تلت كأس العالم مرعبة بالنسبة له, ومما زاد الأمر سوءاً مشكلات العنف المتأصلة في البلاد.
و في مساء 1 يوليو 1994، بعد عشرة أيام فقط من هدفه الخاص، تعرض أندريس إسكوبار لإطلاق نار مميت في موقف سيارات تابع لحانة في مدينة ميديلين, و يُعتقد أن الدافع وراء قتله يعود إلى خروج كولومبيا من كأس العالم.
شكل رحيل إسكوبار المأساوي صدمة في المجتمع الكروي، وسادت حالة من الحزن في الأوساط الرياضة العالمية, كما أصبحت ذكرى إسكوبار رمزًا للصمود والوحدة في كولومبيا, فأنشأت عائلته مؤسسة إسكوبار التي تهدف إلى تعزيز السلام والتعليم والروح الرياضية كوسيلة لمكافحة العنف والتعصب.
إنّ قصة إسكوبار جعلتنا نتذكر بأن الرياضيين هم بشر يستحقون دعمنا وتعاطفنا خارج بريق اللعبة وسحرها بعيداً عن التعصب الأعمى القاتل.
اقرأ أيضاً:
الجوانب الاقتصادية لصناعة كرة القدم وتأثيرها على الاقتصادات المحلية
[…] […]