علماء

يوهان غوتنبرغ – قصة حياة مخترع آلة الطباعة التي تعتمد على الأحرف المتحركة

يوهان غوتنبرغ
يوهان غوتنبرغ

ولد المخترع الألماني يوهان غوتنبرغ في مدينة ماينتس الألمانية عام 1398 م ، ويرجع الفضل لهذا الرجل في اختراع الطباعة الحديثة ، التي اكتشفت بداية في كوريا عام 1234 م ، حيث قام بتطوير قوالب الحروف المصقولة والمنفصلة عن بعضها بحيث يمكن شدها وربطها لتصبح كتلة واحدة ، ثمّ يتم وضع الورق عليها والضغط عليه لتظهر الورقة مطبوعة بعد ذلك ، وقد قام بطباعة عدة كتب ومخطوطات مهمة أهمها الإنجيل ، الذي تألفت كل صفحة منه من 42 سطر .

يوهان غوتنبرغ

يوهان غوتنبرغ

كيف وصل يوهان غوتنبرغ الى اختراعه ؟

ينتمي هذا المخترع لعائلة غنية كانت تعيش في مدينة ماينتس ، لكنه رحل مضطراً الى مدينة ستراسبورغ بسبب الصراعات التي نشبت حينها بين العائلات الأرستقراطية والنقابات ، وقد عمل في ستراسبورغ بين عامي 1434 – 1444بمجال صناعة الأحجار الكريمة ، كما أنه ساهم بتعليم عدد من الشبان على بعض الحرف .

عمل يوهان غوتنبرغ بشكل سري على اختراعه ، وقد اطلع على اعماله بعض الأشخاص الذين منحوه مبالغ كبيرة مقابل مشاركتهم له ، فأبرم اتفاق شراكة مع ثلاثة أشخاص في عام 1438 وهم أندرياس هيلمان وأندرياس دريتزن وهانز ريف ، وقد تضمن نص الاتفاق على أن ورثة هؤلاء الاشخاص لن يكونوا شركاء له لكنهم يحصلون على تعويض مادي .

بعد وفاة شريكه أندرياس دريتزن في يوم عيد الميلاد عام 1438 ، حاول الورثة التحايل على شروط عقد مؤرثهم مع غوتنبرغ ، لكنهم خسروا الدعوى القضائية التي رفعوها ، لكن الدعوى اظهرت أن غوتنبرغ كان بصدد الانتهاء من اختراع جديد هو عبارة عن آلة طباعة خشبية .

عاد يوهان غوتنبرغ الى ماينتس في عام 1444 كي يقترض من احد أقاربه بعض الأموال التي تساعده في إكمال تجاربه التي وصلت لمراحل متقدمة جداً مع حلول سنة 1450 م ، فاستدان مبلغ كبير من يوهان فوست الذي دخل كشريك في المشروع ، لكن الخلافات ظهرت بينهما سريعاً لأن غوتنبرغ يهدف الى عمل متقن في الوقت الذي سعى فيه فوست لجني الاموال بالسرعة القصوى ، وقد حكمت المحكمة لصالح فوست بدعواه القضائية مما أدى الى إفلاس غوتنبرغ .

وعلى الرغم من أن عائدات طباعة الكتب وخصوصاً الكتاب المقدس كانت تكفي لتأمين مبلغ قيمته تفوق الديون المترتبة عليه بعدة اضعاف ، لكن المحكمة اعتبرت أن المطبعة من ضمن ممتلكات غوتنبرغ المحجوز عليها ، فاستطاع فوست بعد كسبه الدعوى التحكم بطباعة الكتب وخصوصاً المقدسة منها باستخدام اختراع يوهان غوتنبرغ ، ليصبح كتاب “سفر المزامير” الذي طبع عام 1457 أول كتاب يطبع في أوروبا ويحمل اسم من نشره .

وفاته :

عانى المخترع الكبير في سنوات عمره الأخيرة من الفقر ، فمنحه رئيس أساقفة ماينتس في عام 1465 لقب Hofmann ، وهذا ما منحه بعض الامتيازات مع راتب ثابت ، لكنه أصيب بالعمى في اشهر حياته الأخيرة ، وقد توفي يوهان غوتنبرغ بتاريخ 3 فبراير 1468 بعد أن ترك اختراع له تأثير كبير على الحياة البشرية .

إقرأ أيضاً : ديميتري مندليف – قصة حياة ديمتري مندلييف واضع الجدول الدوري للعناصر

أكتب تعليقك ورأيك