رجال دين

محمد بن جرير الطبري – قصة حياة الطبري الملقب بإمام المؤرخين

محمد بن جرير الطبري

محمد بن جرير الطبري واسمه الكامل محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الملقب بالإمام أبو جعفر الطبري، عالم ومؤرخ ومفسر من العصر العباسي، يعد من أشهر علماء عصره وألف عددا كبيرا من الكتب ومن أبرزها تاريخ الطبري.

ولد في العام 224 للهجرة الموافق 839 ميلادي في مدينة آمل في طبرستان وفيها نشأ، أحب العلم منذ الصغر، وكان نبيها وذكيا، الأمر الذي جعل والده يدفعه لحفظ القرآن الكريم والذي أتم حفظه قبل أن يبلغ السابعة من عمره.

تميز هذا العالم بالذكاء والفطنة، وقوة الذاكرة، حيث كان قادرا على الاطلاع على الكتب وحفظها بشكل سريع للغاية.

محمد بن جرير الطبري

محمد بن جرير الطبري

درس العلوم في مدينة آمل وبعد أن اشتد ساعده قرر القيام بجولة في العالم الإسلامي ينهل منها العلوم المختلفة، فزار في البداية مدينة الري، ومنها ارتحل نحو بغداد، فالكوفة والبصرة، واستمع إلى علماء هذه المدن وأخذ عنهم الشيء الكثير، قبل أن يواصل رحلته نحو مصر، فوصل الفسطاط في العام 253 للهجرة، وأخذ عن علمائها علوم مالك والشافعي وابن وهب.

درس محمد بن جرير الطبري خلال هذه الرحلة علوم التفسير والحديث، وأصبح أحد أهم علماء عصره في مجال علوم الحديث والقراءات، وبعد أن أتم رحلته قفل عائدا إلى بغداد والتي استوطن فيها.

في بغداد قام هذا العالم بإنشاء مجلس للعلم، وبدأ الطلاب من كافة الأمصار الإسلامية بالارتياد على مجلسه، ولقد أخذ عنه عدد كبير من الطلاب ومن أبرز هؤلاء الطلاب أحمد بن كامل القاضي، محمد بن عبد الله الشافعي، مخلد بن جعفر، أحمد بن عبد الله الحسين، أحمد ب موسى بن العباس التميمي، عبد الله بن أحمد الفرغاني، عبد الواحد بن عمر بن محمد، أبو بكر ضرير الرملي وغيرهم.

تميز هذه العالم بتواضعه الكبير، وبعفته، ولقد حظي باحترام الخلفاء وتقديرهم، كما كان لا يسكت عن الظلم، ولا يخشى في الحق لومة لائم.

يعد هذا العالم من أكبر المؤرخين العرب، كما أن له عدد كبير من المؤلفات في مجال التفسير، ومن أبرز مؤلفاته تاريخ الطبري، والذي يتناول فيه تاريخ الأمم السابقة والملوك السابقين.

تعرض الإمام الطبري في نهاية حياته إلى محنة كبيرة، حيث حصلت خلافات بينه وبين أبي بكر بن داود رأس الحنابلة في بغداد، وساهمت هذه الخلافات في تعصب الناس ضده وذلك لأن المذهب الحنبلي هو المذهب الذي كان سائدا في بغداد، كما منع الحنابلة الناس من زيارته، فظل حبيس منزله حتى وافته المنية في بغداد عام 310 للهجرة الموافق 923 ميلادي عن عمر يناهز أربعة وثمانين عاما قضاها في التأليف والكتابة ونشر العلم.

أبرز أعماله:

تاريخ الطبري؛ التبصير في معالم الدين؛ تهذيب الآثار؛ ذيل المذيل؛ آداب المناسك؛ آداب النفوس.

إقرأ أيضاً: جلال الدين السيوطي – قصة حياة جلال الدين السيوطي الفقيه الكبير

أكتب تعليقك ورأيك