سياسيون

تتش بن ألب أرسلان – قصة حياة أمير السلاجقة في بلاد الشام الملقب “تاج الدولة”

تتش بن ألب أرسلان
تتش بن ألب أرسلان

ولد تاج الدولة أبو سعيد تتش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق ابن دقاق السلجوقي بشهر رمضان عام 458 هـ الموافق لعام 1065 م ، والده السلطان ألب أرسلان وشقيقه السلطان ملكشاه الذين يرجع اليهما الفضل الأكبر في وصول الدولة السلجوقية الى أوج قوتها وسيطرتها على أقاليم كبيرة جداً .

تتش بن ألب أرسلان

تتش بن ألب أرسلان

حكم تتش بن ألب أرسلان لبلاد الشام :

قام سلطان السلاجقة ملكشاه بإسناد حكم بلاد الشام لشقيقه تاج الدولة ، وطلب منه ضم كل ما يستطيع ضمه من أقاليم مجاورة ، علماً أن بلاد الشام كانت موزعة بين العديد من القوى قبل وصول السلاجقة ، ومنهم المرداسيون في حلب وقضاة بني عقيل بصيدا وبني عمار في طرابلس والفاطميون الذين كانوا يسيطرون على سواحل بلاد الشام وجنوبها .

في ظل هذه الظروف قام أتسز بن أوق التركماني بالسيطرة على بيت المقدس والرملة ودخل دمشق عام 463هـ ، وحاول السيطرة على مصر التي كان يحكمها الفاطميون ، لكنه لم يستطع ذلك مما شجع الفاطميين على محاولة استعادة السيطرة على بيت المقدس ودمشق ، فاستنجد أتسز بتاج الدولة الذي كان يحاصر مدينة حلب محاولاً السيطرة عليها ، وبالفعل فقد توجه تتش بن ألب أرسلان مباشرة الى دمشق ودخلها دخول الفاتحين ، لكنه تخلص من أتسز واتخذ من دمشق مقراً لحكمه ، وسعى لتأسيس دولة السلاجقة في بلاد الشام .

توسع تتش بعد ذلك بالمناطق المحيطة به ، فسيطر على صيدا وعكار ويافا وطبريا وبيت المقدس ، وحاول الاستيلاء على حلب في أكثر من مرة دون جدوى ، وقد استنجد أهل حلب بحاكم الموصل مسلم بن قريش العقيلي ليدافع عن مدينتهم ، وبعد عدة محاولات تمكن تتش من دخول حلب في عام 1086 م بعد معارك طاحنة .

بعد الخلافات الكبيرة التي نشبت بين أمراء السلاجقة استاء ملكشاه من تصرفات أخيه واتساع نفوذه ، فتوجه بنفسه الى بلاد الشام من منطقة الجزيرة الى حلب ثمّ دمشق التي دخلها وطمأن أهلها ، وعزل أخيه تتش وعين آق سنقر قسيم الدولة ( وهو والد عماد الدين زنكي ) كوالي على دمشق .

بعد وفاة السلطان ملكشاه بدأ الصراع على الملك بين أمراء السلاجقة ، وهذا ما أدى لاحقاً الى تفكك إمبراطوريتهم ، فتنافس تتش بن ألب أرسلان مع الابن الأكبر لملكشاه “بركيارق” ، وقد تمكن تتش من الانتصار على قوات بركيارق في معركة تل السلطان جنوب حلب ، وسيطر بذلك على حلب ، ثمّ اتجه شرقاً للقضاء على ابن أخيه ، فدارت بين الجيشين معركة طاحنة قرب مدينة الرّي ، انتصرت فيها قوات بركيارق وقتل تتش في هذه المعركة التي جرت بتاريخ 17 صفر 488هـ الموافق لتاريخ 26 فبراير 1095 م .

انقسمت المناطق التي كان يسيطر تتش بين ابنه دقاق الذي حكم دمشق وابنه رضوان الذي حكم حلب ، وقد دار نزاع كبير بين أبناء تتش بن ألب أرسلان مما ساعد الصليبين على النجاح بحملتهم الأولى .

إقرأ أيضاً : سيف الدين قطز – قصة حياة سيف الدين قطز بطل معركة عين جالوت

التعليق 1

أكتب تعليقك ورأيك