هنري كيسنجر سياسي ودبلوماسي وخبير استراتيجي جيوسياسي أمريكي، لعب دوراً كبيراً في الحروب والانقلابات التي شهدها العالم، واعتبر مجرم حرب بحسب عدد كبير من الحقوقيين والناشطين في مجال الإعلام لدوره في كثير من الحروب التي شهدها العالم.
هنري كيسنجر – قصة حياة عرّاب الحروب والانقلابات في العالم
ولد في الثاني والعشرين من أيلول (سبتمبر) عام 1923 في مدينة فورث بولاية بافاريا الألمانية لعائلة ألمانية يهودية، والده كان مدرساً، ووالدته كانت مدبرة منزل.
هربت عائلته من ألمانيا عام 1938 بسبب سياسة النازيين المعادية لليهود، إذ كان هتلر يقوم بقتل اليهود، ووصل أمريكا في الخامس من أيلول سبتمبر من ذات العام.
درس الثانوية في مرتفعات واشنطن في مانهاتان العليا التي خصصت لتدريس اليهود الهاربين من النازيين، وخلال هذه الفترة كان يعمل في محل حلاقة بعد انتهاء دوام المدرسة.
بعد حصوله على الشهادة الثانوية التحق بكلية نيويورك ودرس فيها المحاسبة، وفي العام 1943 تم تجنيده في الجيش.
خضع للتدريب العسكري في معسكر كروفت في سباتانبرغ في كارولينا الجديدة، وفي العشرين من عمره حصل على الجنسية الأمريكية، وتم إرساله لدراسة الهندسة في كلية لافاييت لكن البرنامج ألغي ليتم نقله إلى كتيبة المشاة 84.
استفاد من إتقانه للغة الألمانية وتم إرساله إلى ألمانيا حيث أصبح عملياً خاصاً في فرقة مكافحة التجسس برتبة رقيب، وكلف بإدارة الفريق في هانوفر لتعقب ضباط غيستابو، وفي العام 1946 تم تكليفه مجدداً في مدرسة الاستخبارات في القيادة الأوروبية.
بعد عودته من الحرب العالمية الثانية بدأ بدراسة العلوم السياسية في جامعة هارفارد، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه، وأصبح مدرساً للعلاقات الدولية في الجامعة نفسها.
في العام 1969 تم تعيينه مستشاراً للأمن القومي ليبدأ رحلته في السياسة الخارجية لأمريكا.
في العام 1973 تم تعيينه كوزير خارجية لأمريكا، وفي ذلك الوقت كان منخرطاً في محادثات سلام من أجل إنهاء الحرب في الفيتنام، كما حاول فرض إيقاف النار عند اندلاع حرب السادس من أكتوبر لكي تكسب إسرائيل الوقت.
وفي هذا العام تم منحه جائزة نوبل للسلام عن جهوده في إنهاء حرب فيتنام رغم معارضة الكثيرين، واستقالة عضوين من اللجنة، لكنّ جهوده فشلت واتسعت رقعة الحرب.
وخلال الفترة من العام 1969 وحتى العام 1977 قام بإعادة فتح العلاقات مع الصين، وكان سبباً وراء اندلاع عدد كبير من الحروب والانقلابات في العالم كالانقلاب الذي حدث في التشيلي عام 1973، بالإضافة لإعطائه الضوء الأخضر للمجلس العسكري الأرجنتيني للبدء بحربهم القذرة، كما دعم المجازر التي قام بها الجيش الباكستاني خلال حربهم ضد بنغلاديش.
وبسبب هذه التصرفات اعتبر مجرم حرب بالنسبة لكثير من الإعلاميين والناشطين الإنسانيين.
حرص هذا السياسي على إبعاد منطقة الخليج العربي عن النفوذ السوفيتي، وزار إيران من أجل الاتفاق مع إيران على دعمها للمقاتلين الأكراد في العراق لأنّه كان يعتبر النظام البعثي في العراق تهديداً لأمريكا في المنطقة العربية.
ولعب دوراً كبيراً في معاهدة كامب ديفيد التي تم توقيعها بين مصر وإسرائيل، كما زار سوريا والتقى بالرئيس حافظ الأسد لمدة ست ساعات ونصف حتى ظن البعض أنّه اختطف في سوريا.
في العام 1977 انتهت مهمته في منصب وزير الخارجية الأمريكية، وبعد ذلك قام بتأسيس شركة شركاء كيسنجر المختصة في الاستشارات الجيوسياسية الدولية.
ترك الكثير من الكتب والأعمال في المجال السياسي وتوفي في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) عن عمرٍ يناهز 100 عام.
أبرز مؤلفاته:
دبلوماسية، على الصين، سنوات البيت الأبيض، سنوات من الاضطراب، استعادة العالم، الأسلحة النووية والسياسة الخارجية، إنهاء حرب فيتنام وغيرها من الكتب.
أكتب تعليقك ورأيك