سياسيون

محمود أحمدي نجاد – قصة حياة الرئيس السادس لإيران

محمود أحمدي نجاد
محمود أحمدي نجاد

ولد محمود أحمدي نجاد في 28 أكتوبر / تشرين الأول 1956 في قرية آرادان قرب غرمسار ، ويعتبر الولد الرابع لعائلة مؤلفة من 7 أبناء ، والده كان يدعى ” سابورجان ” قبل تغيير اسمه وكان يعمل بقالا وحدادا وحلاقا بالإضافة الى تعليم القرآن الكريم ، وقد انتقلت العائلة الى طهران عندما كان نجاد في الرابعة من عمره ، حيث قضى مراحله الدراسية الأولى فيها .

تمكن محمود أحمدي نجاد من النجاح في مسابقة القبول في الجامعة الايرانية عام 1976 ، محتلا المرتبة 132 من أصل أربعمائة ألف مشارك في ذلك العام ، ليلتحق بكلية الهندسة المدنية بجامعة ايران للعلوم التقنية ، كما تحصل على شهادة الدكتوراه في هندسة النقل والتخطيط من نفس الجامعة عام 1997 في الفترة التي كان فيها حاكما لمحافظة أردبيل الواقعة شمال غرب ايران .

عمل نجاد كمهندس مدني ومحاضر وعضو في هيئة التدريس الجامعية ، وهو متزوج من السيدة ” أعظم السادات فراحي ” منذ عام 1981 وله منها ثلاثة أبناء ( مهدي – محمد رضا – فاطمة ) ، وقد عرف عن الرئيس السابق التزامه الديني وبأنه يعيش حياة متواضعة وبسيطة ، حتى أنه غيّر الكثير من وسائل الراحة المقدمة داخل القصر الرئاسي وخارجه فترة توليه السلطة ، حتى يخفف من مظاهر البذخ ، فعلى سبيل المثال استبدل نجاد مقعد كبار الشخصيات في الطائرة الرئاسية بمقعد طائرة نقل ركاب عادية .

محمود أحمدي نجاد

محمود أحمدي نجاد

حياته السياسية :

إقرأ أيضاً:  بايزيد الثاني - قصة حياة ثامن سلاطنة العثمانيين والملقب بالصوفي

بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران انضم أحمدي نجاد الى مكتب تعزيز الوحدة وأصبح من أعضائه ، وقد أنشئ هذا المكتب لمنع الطلاب من أن يتعاطفوا أو يتحالفوا مع منظمة مجاهدي خلق المعارضة .

ليكون تعيينه كحاكم على مقاطعتي ماكو وخوي بمحافظة أربيجان الغربية أول مناصبه السياسية وكان ذلك في ثمانينيات القرن الماضي ، ليستلم بعد ذلك منصب المستشار للحاكم العام لمحافظة كردستان واستمر في عمله هذا لمدة عامين ، قبل أن يعين في عام 1993 حاكما عاما لمحافظة أردبيل وبقي في منصبه حتى عام 1997 عندما استبعده الرئيس السابق محمد خاتمي ( يصنف محمد خاتمي مع الاصلاحيين في الحياة السياسية في إيران ، بينما أحمدي نجاد فهو من ضمن المحافظين فيها ) ، ليعود أحمدي نجاد الى التدريس في الجامعة .

عين محمود أحمدي نجاد عام 2003 في منصب رئيس بلدية طهران ، فقام بالعديد من الانجازات فيها كتحسين العمل المروري ، والتركيز على الأعمال الخيرية ، وتوزيع الطعام المجاني على الفقراء ليستمر في منصبه حتى فوزه بالانتخابات الرئاسية ، فقبلت استقالته من منصبه في 28 يونيو / حزيران 2005 بعد عمله مدة عامين كعمدة على العاصمة الايرانية طهران .

إقرأ أيضاً:  فخر الدين المعني الثاني - قصة حياة باني الدولة المعنية

وصوله لكرسي الرئاسة :

لم يكن محمود أحمدي نجاد معروفا بشكل كبير عند دخوله في الحملة الانتخابية لرئاسة الجمهورية في ايران ، لكنه حصل على الكثير من الدعم السياسي وخصوصا من تحالف بناة ايران الثورة ، علما أنه حظي بتأييد شعبي كبير وبالخصوص بعد أن شاهد الناس حياته المتواضعة ، بالإضافة الى اعجابهم بالأهداف التي وضعها في حال وصوله للرئاسة ، كما أنه كان الوحيد بين المرشحين الذي أعلن صراحة اعتراضه على أية علاقات مستقبلية مع الولايات المتحدة الاميركية ، ليصل نجاد الى المرحلة الثانية من الانتخابات ، ويفوز فيها على منافسه الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني بنسبة 62 % من الأصوات .

وليتمكن الرئيس السابق من البقاء في منصبه بعد ذلك بأربعة أعوام في انتخابات عام 2009 ، حيث تم تأييده من قبل 62.75 % من أصوات الناخبين بينما حصل منافسه الاصلاحي مير حسين موسوي على 33.75 % من الأصوات ، بعد انتخابات حظيت باهتمام شعبي يعتبر الأكبر في تاريخ الجمهورية الاسلامية في إيران ، وليستمر نجاد في منصبه رغم الاحتجاجات التي قام بها المناصرين لموسوي بالإضافة الى أن عددا من الدول الغربية أبدت اعتراضها عن التجديد لنجاد ولم تبعث رسائل التهنئة المعروفة بالعرف الدبلوماسي ( من هذه الدول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية ) .

إقرأ أيضاً:  بلزاك - قصة حياة الكاتب الفرنسي الغزير بكتاباته

وقد حقق الرئيس الايراني العديد من الانجازات خلال مدة رئاسته ، رغم الحصار المفروض على البلاد فقد أطلق مشروع يدعو فيه الى الحد من استهلاك الوقود ، وتخفيض الفوائد المصرفية ، وكان من أشد الداعمين لبرنامج ايران النووي المعد للأغراض السلمية ( كما صرح مرارا وتكرارا ) رافضا ايقاف تخصيب اليورانيوم ، أما خارجيا فيعتبر من صقور المحافظين المعادين للسياسات الاميركية ولوجود ما يسمى دولة اسرائيل ، وقد عزز العلاقات مع الكثير من الدول مثل روسيا وفنزويلا وسورية ودول الخليج العربي خلال مدة حكمه ، وقد دعم المقاومات العربية التي تقف في وجه الاحتلال الاسرائيلي ، ولعل اللقاء الذي جمعه مع الرئيس السوري وقادة المقاومة في لبنان وفلسطين عام 2010 هو المعبر الأكبر عن توجهاته الاقليمية ومعاداته للاحتلال الصهيوني .

إقرأ أيضاً: عمر دردور – قصة حياة عمر دردور الشيخ الجزائري الكبير

التعليق 1

أكتب تعليقك ورأيك