سياسيون

مصطفى الثاني – قصة حياة السلطان العثماني المشهور بإتقانه لفن الخط

مصطفى الثاني
مصطفى الثاني

مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني، السلطان الثالث والعشرين للدولة العثمانية، في عصره بدأت تظهر علامات الضعف على الدولة العثمانية نتيجة لتوحد الجهود الأوربية ضدها.

سيرة حياة مصطفى الثاني :

ولد في السادس من شباط ( فبراير) عام 1665 ميلادي في مدينة أدرنة وفيها نشأ، وكان محبا للعلم وموهبا حيث كان متقنا لفن الخط ومجيدا له.

اعتلى عرش السلطنة في العام 1695 عقب وفاة عمه أحمد الثاني، وامتلك هذا السلطان شخصية قوية، حيث أعلن بعد ثلاثة أيام من اعتلائه عرش السلطنة عن رغبته في قيادة الجيوش نحو الحروب، الأمر الذي ساهم في رفع معنويات الجنود العثمانيين، وساهم في انضباطهم.

اعتمد في البداية على جيوش القوقاز لمحاربة مملكة بولونيا، واستطاع هزمها في عدة معارك، ووصل في النهاية إلى حصن لمبرج، ولم يستطع فتحه لتحصينه القوي، كما استطاع أن يرفع الحصار الروسي عن مدينة آزوف.

إقرأ أيضاً:  تيسير سبول – قصة حياة الشاعر الاردني الذي دفعته الهزائم العربية الى الانتحار

هذه الانتصارات العثمانية بعثت الرعب في قلوب الأوربيين، فحشد الأوربيون الجيوش وساروا بها إلى بلاد المجر ورومانيا، وذلك بعد أن فتح العثمانيون حصن لبا.

مصطفى الثاني

مصطفى الثاني

وبعد ذلك استلم قيادة الجيش النمساوي الأمير أوجين السافوياني، وعمل على كبح جماح الانتصارات العثمانية، فعمد إلى تجنب المواجهة معهم بشكل مباشر، واستطاع أسر أحد قادة الإنكشارية، والذي أفشى له كل أسرار الجيش العثماني، الأمر الذي جعل القائد النمساوي يباغت الجيش العثماني وهو يعبر نهر تيسا في بلاد المجر، فقتل الكثير منهم، واستطاع السلطان النجاة من الأسر لوقوفه على الشفة الأخرى، ولقد أطلق على هذه المعركة معركة زينتا.

بعد أن قتل الصدر الأعظم في معركة زينتا تم تولية حسين باشا كوبريللي كصدر أعظم، فأعاد تنظيم قوى الجيش، واستعاد البوسنة من النمساويين، ومن ثم تم عقد معاهدة كارلوفجة بين الدولة العثمانية وكل من النمسا، البندقية، روسيا، وبولونيا، والتي تنازلت بموجبها عن عدة مناطق للدول الأوربية، ومن خلالها تخلص الأوربيون من دفع الجزية للدولة العثمانية.

إقرأ أيضاً:  تيمورلنك – قصة حياة القائد السفاح الذي دمرّ مناطقاً واسعة وأسال دماء الكثيرين

وبعد هذه المعاهدة بدأ المد الإسلامي يتراجع في أوروبا، وبدأ الضعف والانحلال يدب في الدولة العثمانية، وعلى الرغم من بذل الصدر الأعظم حسين كوبريللي لمجهودات جبارة لتحسين وضع الدولة إلا أن الفساد المستشري دفعه للاستقالة.

بعد ذلك رحل السلطان نحو أدرنة الأمر الذي سهل ثورة الإنكشارية عليه في العاصمة، فرحلوا إلى أدرنة وتمكنوا من قتل شيخ الإسلام، وعزلوا السلطان مصطفى الثاني، وتم تعيين أخاه أحمد الثالث مكانه وكان ذلك في العام 1703.

توفي السلطان مصطفى الثاني في الثامن والعشرين من كانون الأول ( ديسمبر) عام 1703 عن عمر يناهز ثمانية وثلاثين عاما بعد عدة أشهر من عزله.

اقرأ أيضاً: سليمان الثاني – قصة حياة سليمان الثاني السلطان العثماني المسالم

أكتب تعليقك ورأيك