سياسيون

جمال باشا – قصة حياة الوالي العثماني الذي قتل المثقفين العرب ولقّب السفاح

جمال باشا
جمال باشا

ولد السياسي العثماني أحمد جمال باشا الملقب “السفاح” في مدينة ميتيليني اليونانية بتاريخ 6 مايو 1872م، وقد كان والي الدولة العثمانية على بغداد، كما كان من الزعماء لجمعية الاتحاد والترقي، التي أطاحت بحكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، حتى أنه كان من المشاركين بالانقلاب العسكري سنة 1913م، وقد اشتهر في منطقتنا بعد تعيينه من الدولة العثمانية كحاكم مطلق على بلاد الشام، حيث أعدم كوكبة من المثقفين العرب في كل من دمشق وبيروت.

ولاية جمال باشا على بغداد:

لم تستمر ولايته على بغداد أكثر من سنة واحدة، وقد عرف عنه حضور حفلات الجاليات الأوروبية الراقصة وعدم اهتمامه بالمظاهر الدينية، وهذا ما لم يكن معهوداً من الولاة العثمانيين سابقاً، وبعد أن استلم الائتلافيين الحكم في اسطنبول على حساب الاتحاديين (الذين ينتمي الى حزبهم) اضطر الى تقديم استقالته من ولاية بغداد.

أشرف أحمد جمال على الإبادة الجماعية بحق الأرمن، وقد خدم بالكثير من المناصب الإدارية والعسكرية بدعم من حزبه “الاتحاد والترقي”، ليعين كحاكم على اضنة عام 1909.

كانت قسوته ظاهرة منذ البداية فقد تولى قيادة الجيش الاول بإسطنبول وهو برتبة ملازم أول، واستلم منصب الحاكم العسكري في المدينة فقمع المعارضين الليبراليين بعنف ووحشية، ثمّ تولى في عام 1913 منصب وزير الأعمال في مجلس الوزراء العثماني، ثمّ أصبح وزير البحرية في عام 1914.

تعيينه حاكم عسكري على بلاد الشام:

جمال باشا

جمال باشا

دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى في عام 1914، وكان جمال باشا السفاح قائداً للجيش العثماني الرابع المتمركز في دمشق، كما انه كان الحاكم العسكري لسورية الكبرى مع بلاد الحجاز.

يمكن اعتباره احد اهم أسباب خسارة العثمانيين للحرب العالمية الأولى، حيث قاد في عام 1915حملة الجيش التركي الرابع لاحتلال مصر وعبور قناة السويس، ولكن خططه الفاشلة وصعوبة الطريق انهك قواته، مما سمح للقوات البريطانية تكبيده خسائر فادحة لم تبقي من الجيش الرابع إلا أعداد قليلة.

بعد مسؤوليته عن هذا الفشل الذريع صبّ جام غضبه على القيادات المدنية والعسكرية من العرب، فاستبدل الكتائب العربية بكتائب من الجنود الأتراك، وقام بفصل عدد كبير من الضباط العرب وأرسلهم الى بعض المناطق البعيدة.

إعدام المناضلين والمثقفين العرب في دمشق وبيروت:

لم يقتصر إجرام جمال باشا السفاح على ما ذكرناه، فقد أمر باعتقال نخبة من أهم المثقفين العرب في لبنان وسورية، ووجه اليهم التهم بالتعاون مع المخابرات الفرنسية والبريطانية للتخلص من العثمانيين، وحاكمهم بمحكمة عرفية ظالمة، وبالرغم من المناشدات الكبيرة التي وجهت له وخصوصاً من الشريف حسين، إلا انه نفذ جريمته بإعدام هؤلاء المثقفين بشهر آب/ أغسطس 1915 بساحة البرج في بيروت (سميت بعد ذلك ساحة الشهداء)، وبشهر أيار/ مايو 1916 بساحة المرجة الدمشقية، وبعد أن أثارت سياساته الغضب الشعبي العارم نقلته الحكومة العثمانية من بلاد الشام.

مقتله:

قام رجل أرميني اسمه اسطفان زاغكيان بالانتقام من دور جمال باشا السفاح بالإبادة الأرمنية ، واستطاع قتله في مدينة تبليسي الجورجية بتاريخ 21 يوليو 1922 وهو بالخمسين من عمره.

إقرأ أيضاً: سليم الأول – قصة حياة السلطان العثماني التاسع الملقب بالقاطع

3 تعليقات

أكتب تعليقك ورأيك