محمد الثالث السلطان العثماني الثالث عشر، وأحد أهم سلاطين الدولة العثمانية، وفي عهده بدأت ملامح الضعف تظهر في الدولة العثمانية، وذلك من خلال ظهور عدد من الثورات الداخلية.
سيرة حياة محمد الثالث :
محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني، سلطان عثماني ولد في السادس والعشرين من أيار (مايو) عام 1566 في مانيسا، وفيها نشأ.
تعلم أصول السياسة والقتال من خلال والده، ومن ثم استلم الحكم بعد وفاته في العام 1595.
وبدأ حكمه بقتل جميع أخوته قبل أن يدفن أبيه، ليظهر التزامه بهذه العادة التي التصقت بخلفاء الدولة العثمانية.
تخلى عن قيادة الجيش في بداية حكمه، الأمر الذي ساهم في انتشار الفساد والرشوة في الدولة، حيث قام الوزراء ببيع المناصب، كما ضعف الاقتصاد العثماني، وتعرض الجيش إلى عدد من الهزائم على يد ميخائيل الفلاحي في إقليم البغدان وترانسلفانيا.
كل هذه الهزائم والانكسارات دفعت السلطان العثماني لتولي مقاليد الحكم وقيادة الجيش بنفسه، فقام بعدد من الحروب، وفتح قلعة أرلو الوعرة، والتي فشل أجداده في فتحها، كما واجه جيوش النمسا في معركة كرزت، وحقق النصر في المعركة.
ومن ثم ظهرت عدة ثورات في عهده أبرزها ثورة الفراريين الذين فروا من معركة كرزت، وقامت الدولة بنفيهم إلى الأناضول كنوع من أنواع التحقير لهم، فقام السلطان بمحاصرتهم، ومن ثم ولى قائدهم أمسيا، ولكنه عاد وثار عليهم، وواجه جيش السلطان في عدة معارك وقتل في إحداها وتولى أخوه حسن المجنون الحكم من بعده، وهزم جيش محمد الثالث، فما كان من السلطان إلا أن استماله بالهدايا، وشغله بحروب النمسا والتي من خلالها قضي على جيشه وثورته.
بعد ذلك ظهرت ثورة أخرى عرفت باسم ثورة الخيالة في اسطنبول، وكان سببها عدم قدرة الدولة عن تعويضهم الخسائر التي لحقت بهم خلال ثورة الفراريين، فاستعان السلطان بالإنكشارية والتي تخلصت منهم، وقضت عليهم.
في عهد هذا السلطان بدأت الضعف يظهر في جسم الدولة العثمانية، حيث فقدت السلطنة عدد من الإقطاعات، كما قامت عدد من الثورات التي أرهقت الدولة.
كان هذا السلطان متمسكا بالدين الإسلامي، وكان إيمانه بالله عميقا، حتى أنه كان يقوم من مقامه في حال تم ذكر اسم النبي الأكرم، كنوع من الإجلال والتكريم للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
توفي السلطان محمد الثالث في الحادي والعشرين من كانون الأول ( ديسمبر) عام 1603 ميلادي عن عمر يناهز سبعة وثلاثين عاما، وخلفه في الحكم ولده أحمد الأول.
أكتب تعليقك ورأيك