ولد السيد أبو الحسن محمد الموسوي الأصفهاني عام 1277 هجري في إحدى قرى مدينة فلاورجان التي تتبع لمحافظة أصفهان الايرانية ، وقد نشأ وترعرع في كنف والده السيد محمد ، الذي كان من علماء الدين الأفاضل على زمانه ، ويعود نسب عائلته للإمام موسى الكاظم ( ع ) ، وتحلى السيد الأصفهاني بمكارم الأخلاق وبصفاته الحميدة وبالآداب الاسلامية الراقية .
بدأ السيد الأصفهاني دراسته الدينية في مدينته فلاورجان ، ليذهب بعد بلوغه الرابعة عشر من عمره الى مدينة أصفهان بهدف الدراسة الدينية فيها ، حيث أكمل هناك دراسة مرحلة السطوح عند أهم أساتذتها ومنهم ( السيد محمد باقر الدرجئي والسيد مهدي النحوي ) ، ثم هاجر في عام 1307 هجري لمدينة النجف الأشرف بالعراق ، فحضر وواظب على دروس الفقه فيها عند الميرزا حبيب الله الرشتي حتى وفاة الميرزا ، فلازم بعد ذلك الأخوند الخراساني وحضر دروسه في الأصول والفقه حتى وفاة استاذه .
بعد وفاة استاذه عمل السيد الأصفهاني على التدريس مما لفت اليه الأنظار كمجتهد كبير وكأحد المرشحين البارزين للمرجعية الدينية ، فبعد وفاة المرجع الخراساني انتقلت المرجعية الى الميرزا محمد تقي الشيرازي الذي كان يرجع في احتياطاته الفقهية الى الفتاوى الصادرة عن السيد الأصفهاني ، ومن ثم وبعد وفاة المرجع محمد حسين النائيني انتقلت المرجعية العامة للشيعة الى السيد أبي الحسن الأصفهاني .
اهتم السيد الأصفهاني بالجانب التعليمي فقام بتأسيس عدة مدارس دينية في النجف وبغداد والبصرة ، وبعد ان آلت اليه المرجعية قام بتشييد جهاز مرجعي كبير ضمّ 4000 وكيل موزعين على مختلف المناطق العراقية ، كما كان اهتمامه بالتبليغ الاسلامي كبيرا ، فقام بإرسال العلماء الى مختلف البلاد الاسلامية والتزم بكامل نفقاتهم ، وقام بتوصيتهم أن لا يقبلوا أي شيء من أحد .
حارب المرجع ااصفهاني الانحرافات والبدع التي ظهرت في المجتمع ، وتواصل مع الناس بشكل مباشر فزارهم في بيوتهم واعتنى بهم من النواحي الطبية ، وأرسل الأطباء لمعالجة المرضى بمختلف المناطق .
أصدر السيد الأصفهاني فتوى حثّ من خلالها العراقيين على محاربة الاستعمار البريطاني ، وألف الكثير من الكتب الدينية.
أبرز المؤلفات للسيد أبو الحسن محمد الموسوي الأصفهاني :
- وسيلة النجاة : وهو رسالته العملية لمقلديه .
- حاشية على تبصرة العلامة .
- أنيس المقلدين .
- حاشية على العروة الوثقى .
- ذخيرة العباد .
- ذخيرة الصالحين .
توفي السيد أبو الحسن الأصفهاني في عام 1365 هجري ، حيث نقل جثمانه الى مدينة النجف وشيع فيها تشيعا ضخما ، ودفن في صحن الامام علي بن أبي طالب ( ع ) .
إقرأ ايضاً: السيستاني – قصة حياة العالم والمرجع الديني الشيعي
أكتب تعليقك ورأيك