جوردانو برونو عالم فلك، فيلسوف، شاعر، كاتب، وأستاذ جامعي إيطالي شهير، يعد واحد من أبرز مفكري عصر النهضة الأوربية، قال بكروية الأرض الأمر الذي دفع الكنيسة لاتهامه بالهرطقة، ومن ثم قامت بإعدامه حرقا.
ولد في العام 1548 في مدينة نولا التي كانت تابعة لمملكة نابولي ولقد أطلق عليه عند ولادته اسم فيليبو برونو، والده جوفاني برونو كان محاربا عسكريا.
أحب العلم منذ الصغر، وكان راهبا في بداية الأمر، حيث مال إلى الدراسات الدينية واللاهوتية في بداية شبابه، وبعد ذلك تحول إلى دراسة الفلسفة، والتي كانت أحد أسباب موته.
بعد ذلك بدأ يطلع على الفلسفة، ومن ثم درس علم الفلك واعتنق نظرية كوبرنيكوس والتي كانت محرمة من قبل رجال الدين، وتقول هذه النظرية أن الأرض كروية وتدور حول الشمس، ولم يكتفِ بهذه النظرية وحسب، بل قال بأن النظام الشمسي هو أحد مجموعة من النظم التي تغطي الكون على شكل صورة نجوم وألوهية ولا نهائية الكون، كما قال في نظريته أن كل النظم النجمية الأخرى تشتمل على كواكب ومخلوقات عاقلة أخرى.
ويوجد هناك مجموعة من النقط الرئيسية في نظرية جوردانو برونو، ومن أبرز هذه النقط علم الكون الفيزيائي، حيث كان يظن أن الكون لا نهائي، ويؤمن بهذا الأمر إيمانا تاما، ومن الأمور الأخرى التي كان يؤمن فيها، وجود كواكب أخرى عليها حياة ذكية، كما كان يقول بأن الأرض كوكب في الكون ومن المستحيل أن تكون مركزا للكون.
كانت الأفكار التي يؤمن بها, والدراسات التي يبحث فيها من الأسباب التي أثارت نقمة الكنيسة عليه، حيث بدأ بالتضييق عليه، وعلى رفض أفكاره كاملة، وعلى اتهامه بالكفر والهرطقة، ولقد دافع كثيرا جوردانو برونو عن آرائه، ورفض الخوض لسلطة الكنيسة التي كانت تحكم كل شيء في ذلك العصر، ورفض تغيير آرائه أو التراجع عن مواقفه وأفكاره، الأمر الذي أدى إلى سجنه من قبل الكنيسة.
وفي العام 1593 بدأت محاكمة جوردانو برونو بتهم عديدة من أبزرها الهرطقة، حيث قامت التحكيم الرومانية باتهامه بإنكار العقيدة الكاثوليكية، وفي العام 1600 تم الحكم عليه بالإعدام حرقا، وتم تنفيذ الحكم في ساحة كامبو دي فيوري في روما، ولقد قال المؤرخون أن إعدامه جاء بسبب آرائه الدينية وليس بسبب آرائه الفلسفية، وبوفاته أسدل الستار على حياة شهيد العلم، ولقد ندمت الكنيسة على فعلتها هذه ، وتكريما له قامت بنحت تمثال يمثله في ساحة كامبو دي فيوري، لتخلد ذكر هذا الفيلسوف والفلكي الإيطالي الشهير.
إقرأ أيضاً: ماركو بولو – قصة حياة ماركو بولو الرحالة الإيطالي الكبير
أكتب تعليقك ورأيك