في كرة القدم يوجد العديد من أساليب اللعب المتنوعة ، منها الأساليب الهجومية ومنها الأساليب الدفاعية.
في مقالنا هذه سوف نتحدث قليلاً عن أسلوب اللعب الدفاعي ونحاول معرفة أسباب كرهه من قبل المتابعين.
على عكس التكتيك الهجومي الذي بإمكان لاعب معين ابتكار طريقة بالهجوم عندما يمتلك الكرة، فإن أسلوب اللعب الدفاعي يتطلب الكثير من التنظيم والتركيز العالي من قبل اللاعبين والمدرب.
يعتبر التنظيم الدفاعي بمثابة خط الدفاع الأول أمام هجوم الفريق الخصم عندما يمتلك الكرة.
يختلف التنظيم الدفاعي في الكثير من الأحيان باختلاف مدرب الفريق واسلوبه ، وأيضاً باختلاف الفريق الخصم وكيف يستخدم أسلوبه الهجومي.
أسلوب اللعب الدفاعي في كرة القدم
لا يمكن لأي أحد يتابع كرة القدم أن ينكر أسلوب اللعب الدفاعي، حيث يعتبر هذا الأسلوب مدرسة فكرية أخرجت العديد من المدربين الذي ومن خلاله استطاعوا تحقيق بعض البطولات والإنجازات.
أكثر من يستخدم هذا الأسلوب هي الفرق التي لا تمتلك في تشكيلها الكثير من النجوم ، حيث إن هذا الأسلوب يعتبر أفضل وسيلة لكسر هيمنة الخصم من خلال غلق المساحات وتسكير كافة المنافذ والطرق المؤدية للمرمى.
عندما يتم إغلاق هذه المساحات وعدم السماح للخصم من الاقتراب إلى المرمى يصبح لعب الفريق الخصم عبارة عن تمريرات عرضية لا فائدة منها.
يعتبر المدربين الإيطاليين من أوائل من استخدموا أسلوب اللعب الدفاعي في كرة القدم، وقد أضافوا إلى هذا الأسلوب الكثير من التطويرات.
حتى على صعيد اللاعبين فتعتبر إيطاليا ولادة بالمدافعين المميزين ، ولنا بمالديني ونيستا و كانافارو خير مثال، بالطبع يوجد العديد من المدافعين المميزين في كرة القدم ليسوا من أصحاب الجنسية الإيطالية.
في الواقع، جميع لاعبين الفريق فوق أرضية الملعب لديهم أدوار دفاعية مختلفة ، تختلف هذه الأدوار بحسب التكتيك الدفاعي المتبع ، وبحسب مركز كل لاعب وطريقة لعبه.
يوجد طريقتان أساسيتان لتنفيذ أسلوب اللعب الدفاعي في كرة القدم وهما دفاع المنطقة ودفاع رجل لرجل.
الأسلوب الأول أسلوب دفاع المنطقة
أسلوب دفاع المنطقة يعتمد على اللاعبين جميعاً ، ويعتبر الجميع بمثابة كتلة واحدة ويتم التحرك وفق تعليمات المدرب الموجهة لهم، ويحاولون معاً إغلاق كافة المنافذ وعدم ترك المساحات للفريق الخصم.
يطلق على هذا الأسلوب عبارة ركن الباص (تكتل دفاعي) ، كما يسمى أيضاً بالهرم الدفاعي ، حيث يكون توزع اللاعبين قريب من شكل الهرم.
يتم تطبيق هذا الأسلوب بخماسي دفاع ورباعي وسط ومهاجم وحيد للضغط على دفاعات الخصم.
في هذا الأسلوب يتراجع أحد الأظهرة (بحسب منطقة الهجوم) ليصبح قلب دفاع ثالث ، ويتراجع معه الجناح في نفس الجهة ليحل مكانه بمركز الظهير ، وبهذا يتم تشكيل خط دفاع مكون من 5 لاعبين.
في نفس الوقت يتراجع الجناح على الجهة الأخرى لينضم إلى خط الوسط المتراجع لتكوين رباعي خط الوسط، ويبقى مهاجم وحيد للضغط على حامل الكرة.
غالباً ما يستخدم هذا الأسلوب مصيدة التسلسل، حيث يتحرك خط الدفاع الخلفي معاً وعلى نفس الخط.
أما في حال امتلاك الخصم للاعب قادر على التوغل في العمق أو على الأطراف والمراوغة بشكل جيد، فإن كل لاعب يخرج لمواجهته يدخل مكانه لاعب آخر لتغطية مكانه، مستغلين بذلك الزيادة العددية التي يمتلكونها في الخط الخلفي.
مع التطور الحاصل في كرة القدم وخاصةً على أدوار الأظهرة، كما يطلق عليهم الآن (الأظهرة العصرية) ، يتم اللجوء في الحالة الدفاعية في أغلب الأحيان إلى التشكيل (5_3_2) أو (3_5_2).
حيث يتم المحافظة على ثلاثي قلوب الدفاع، ويتم الاستفادة من الأظهرة أكثر في الحالتين الهجومية والدفاعية، وبذلك يتم الاستغناء عن الأجنحة في التشكيلة.
يقوم الظهير بأدوار الجناح في الحالة الهجومية وبدور الظهير في الحالة الدفاعية، أي أن المركز الرئيسي أصبح لهم في منصف الملعب ومنصف الخط الواصل بين الظهير والجناح.
أما الاسلوب الثاني فهو أسلوب الدفاع رجل لرجل
في هذه الطريقة يتم تعيين أحد المدافعين لمراقبة أحد المهاجمين مراقبة لصيقة طيلة المباراة.
لتطبيق مثل هذا النوع من أساليب الدفاع في كرة القدم يجب أن تمتلك اللاعب الليبرو ( القشاش )، حيث تكون وظيفته تغطية المساحة التي يتركها زميله المكلف بالمراقبة اللصيقة.
يعتبر اللاعب الليبرو هو قائد خط الدفاع ،لأن اللاعب الليبرو هو من يعطي التعليمات لباقي اللاعبين وكيفية التمركز الصحيح ومراقبة الخصم، وهو لاعب حر في مركز قلب الدفاع، أي أنه لا يقوم بمراقبة أي لاعب مراقبة لصيقة.
بالإضافة إلى دوره في تغطية المساحة ، فلديه أدوار اخرى مثل تشتيت الكرات التي تمر من خط زملائه المدافعين، حيث يتواجد هو خلف خط الدفاع الأساسي ، كما أنه يعطي عمق دفاعي أكثر.
لماذا يكرهون أسلوب اللعب الدفاعي في كرة القدم
الكثير من متابعين كرة القدم يقللون كثيراً من هذه الأساليب الدفاعية في اللعب، على أنه أسلوب لعب مقرف حسب وصفهم.
هؤلاء المشجعون هم من أنصار المتعة في كرة القدم ، يحبون مشاهدة الفريق الذي يسيطر على الكرة ويستحوذ عليها أكثر.
من وجهة نظرهم أن الفريق الذي يمتلك الكرة أكثر ويلعب عدد أكبر من التمريرات بين لاعبين فريقه هو الفريق الأقوى والذي يستحق الفوز دائماً.
لكن هذا الاعتقاد خطأ كبير جداً ، لأنه كرة القدم تعتمد بالنهاية على تسجيل الأهداف وليس فقط على اللعب الجميل.
فما معنى الاستحواذ دون خلق فرص حقيقية وتهديد مرمى الخصم؟
نعم الأسلوب الهجومي أسلوب رائع حقاً ومرغوب كثيراً، حيث يظهر هذا الأسلوب قوة الفريق وعناصره .
لكن الأسلوب الهجومي المميز حقاً هو الذي يستطيع التغلب على التكتلات الدفاعية بذكاء مدربه ولاعبيه، وليس الإكتفاء ب إلقاء اللوم على أسلوب لعب الفريق الخصم وتكتلاته الدفاعية.
لا يوجد أي معيار أو قانون أو قاعدة في كرة القدم تنص على ضرورة استخدام النادي لأسلوب معين ، سواء كان هجومياً أو دفاعياً.
الشيء الأكثر أهمية في كرة القدم هو تحقيق الألقاب والبطولات وليس فقط الإستعراض وتقديم أداء جميل.
كما أن موضوع المتعة هو شيء نسبي أيضاً ، يوجد الكثير من المتابعين الذين يتمتعون حقاً بأسلوب اللعب الدفاعي في كرة القدم.
فكيف لكارهين هذا الأسلوب بوصفه بأن أسلوب لعب ممل وكريه حقاً؟؟
عندما لا تمتلك القدرة أو اللاعبين القادرين على اللعب الهجومي فهو من المنطقي جداً اللجوء إلى أسلوب اللعب الدفاعي.
وتطبيق الأسلوب الدفاعي ليس بالأمر السهل إطلاقاً ، فأنت بحاجة إلى لاعبين قادرين على تحمل الضغط العالي من قبل لاعبين الخصم.
كما تحتاج أيضاً إلى لاعبين لديهم شخصية قوية في القيادة ومدرب قادر على شحن معنويات اللاعبين لتقديم أفضل ما عندهم.
الإنجازات المحققة
كثيرة هي الإنجازات التي تحققت بواسطة أسلوب اللعب الدفاعي في كرة القدم ، ولعل أبرزها إنجازات المنتخب الإيطالي في الماضي ، وكان آخرها كأس العالم في عام 2006.
أما في بطولة كأس الأمم الأوروبية ( اليورو ) عام 2020، فقدت تخلت إيطاليا قليلاً عن أسلوبها الدفاعي وأبهرت العالم في تلك البطولة التي توجت بها.
حديثاً يعتبر المدرب البرتغالي جوزيه مورينو من أفضل المدربين تطبيقاً لأسلوب اللعب الدفاعي في كرة القدم، وإنجازاته الكثيرة هي أكبر دليل على ذلك.
اقرأ أيضاً: تكتيكات الضغط العالي في كرة القدم
[…] اقرأ أيضاً :أسلوب اللعب الدفاعي في كرة القدم […]