سياسيون

شجر الدر – قصة حياة شجرة الدر الجارية التي أصبحت ملكة

شجر الدر
شجر الدر

شجر الدر عرفت باسم عصمة الدين أم خليل واشتهرت بـ شجرة الدر، وهي جارية لم يتفق المؤرخون على أصولها فقيل أنها خوارزمية أو أرمينية أو تركية. كذلك لم يتمكن الباحثون من تحديد تاريخ مولدها.

شجر الدر – قصة حياة شجرة الدر الجارية التي أصبحت ملكة

لكن على أي حال هي كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب (سابع سلاطين بني أيوب في مصر ) الذي أحبها وأعتقها ثم تزوج بها لتحظى لديه بمكانة عالية.

سنة 1249 م توجهت سفن لويس التاسع الحربية من ميناء مرسيليا نحو مصر قاصدة غزوها، فبدأ السلطان الصالح يستعد لمواجهة هذه الحرب المعلنة عليه ويعد العدة لها وذلك بالتشاور مع زوجته شجر الدر.

لكن الموت عاجله بعد اشتداد المرض، وصودف أن وقع ذلك خلال تواجد ولي العهد ابنه توران شاه خارج البلاد، فخشيت شجر الدر من أن يكون إعلان الوفاة سبباً في زعزعة استقرار البلاد وهدم معنويات الجند في التصدي للغزاة القادمين، ولذلك قامت بإخفاء ذلك..

ثم إنها تولت قيادة المعركة نيابة عن زوجها، ووضعت الخطط وأصدرت الأوامر للجيش بفطنتها وحكمتها، وكانت النتيجة أن تمكنت من تحقيق نصر عظيم، وصدت العدوان، وأوقعت الملك الفرنسي لويس التاسع في الأسر بعد ان احتجزته بجوار مقر قيادتها في مدينة المنصورة المصرية. ولم تتردد في استخدامه كورقة ضغط خلال المفاوضات التي تلت المعركة مع العدو الفرنسي.

هذا كله أدى إلى اعتبار شجر الدر داهية سياسية وعبقرية عسكرية نادرة في التاريخ.

شجر الدر

شجر الدر

لم يستمر حكم شجر الدر لأكثر من اسابيع معدودة، إذ فور إعلانها نبأ وفاة السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وكشفها عن أنها كانت الحاكم الفعلي للشعب، ثار العامة عليها وخرجت الجموع لتطالبها بترك الحكم.

فالشعب المصري لن يتقبل أن تحكمه امرأة خصوصاً في تلك الحقية التاريخية، وقد أجج هذه النظرة خطباء المساجد الذين اعتبروا حكم النساء مخالفاً لثوابت الشريعة. كما ساعد على ذلك بعض المتضررين من بقاء شجر الدر في السلطة، والذين سينتفعون أكثر برحيلها.

لمواجهة ثورة الشعب ضدها فكرت شجر الدر بالزواج من أحد المقربين منها وتنصيبه حاكماً على البلاد، وقد تنافس على قلبها اثنين من قادة المماليك هما كل من عز الدين أيبك وفارس الدين أقطاي، فكان أن اختارت الأول واستعانت به للخلاص من الثاني، ثم إنها أعلنت تنازلها عن العرش لزوجها الجديد عز الدين أيبك، لكنه كان تنازل شكلي فقط ففي الخفاء بقيت هي الحاكمة الفعلية للبلاد.

خدع أيبك شجر الدر وأظهر لها الطاعة والولاء فيما كان في الأصل يراوغ معها ليتمكن من تثبيت مقاليد حكمه وليتخلص من خصومه في الداخل والخارج، ثم إنه لما تم له ذلك انقلب على السلطانة وأمسك هو بزمام الحكم ومازاد الطين بلة أنه أعلن عن رغبته بخطبة ابنة صاحب الموصل، كما وصلت لشجر الدر وشاية من أحد أعوانها بأن زوجها أيبك يخطط للتخلص منها نهائياً وذلك بعزلها عن العرش وإيداعها دار الوزارة بالقاهرة، فخططت للتخلص منه وبالفعل قامت بدعوته ذات ليلة إلى مخدعها فلما جاءها باغتته مجموعة من حراسها فقتلوه.

صبيحة اليوم التالي أعلنت شجر الدر وفاة أيبك فجأة وهو ما لم يصدقه قادة المماليك المقربون منه والذين اتهموها بالوقوف خلف وفاته، وأعلنوا انقلابهم عليها واقتادوها إلى السجن حيث عانت السلطانة هناك من مختلف أنواع التعذيب والإهانة، ثم إن زوجة أيبك الأولى وتدعى أم علي أمرت جواريها بضرب شجر الدر ففعلوا ذلك وضربوها ضرباً مبرحاً أدى إلى وفاتها بأيديهم (وقيل بالنعال)، ولم يشف هذا الأمر غليلها فأمرت بإلقاء جثتها من فوق سور القلعة وتركه هناك حتى يتعفن.. ثم إنها أمرت بدفن ما تبقى من جثتها في مكان مجهول.

إذا أعجبتك قصة شجر الدر فلا تنس مشاركتها مع أصحابك على فيسبوك وتويتر، كذلك طالع المزيد من السير الممتعة للسياسيين على نجومي، ننصحك بـ قصة حياة مصطفى كمال أتاتورك.

Save

Save

Save

3 تعليقات

أكتب تعليقك ورأيك