اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل: بنود وخلفيات
شهدت الأيام الماضية إعلانًا عن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات استمرت لأسابيع، وفقًا للإذاعة الإسرائيلية. يتألف الاتفاق من 13 بندًا تشمل ترتيبات أمنية وسياسية تهدف إلى تهدئة الأوضاع على الحدود الجنوبية للبنان والشمالية لإسرائيل. نستعرض في هذا المقال تفاصيل الاتفاق وأبرز النقاط المثيرة للجدل فيه.
بنود الاتفاق:
- امتناع حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى عن أي أعمال هجومية ضد إسرائيل.
- توقف إسرائيل عن تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف في لبنان برًا وجوًا وبحرًا.
- اعتراف الطرفين بقرار مجلس الأمن رقم 1701 كمرجعية أساسية.
- التزام الطرفين بحق الدفاع عن النفس وفقًا للمواثيق الدولية.
- حصر حمل الأسلحة في جنوب لبنان بقوات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية.
- إخضاع بيع وتوريد وإنتاج الأسلحة لإشراف الحكومة اللبنانية.
- تفكيك جميع المرافق غير المرخصة المرتبطة بتصنيع الأسلحة.
- مصادرة الأسلحة والبنية التحتية العسكرية غير المرخصة.
- تشكيل لجنة مشتركة لمراقبة تنفيذ الالتزامات.
- التزام الطرفين بإبلاغ اللجنة المشتركة وقوات اليونيفيل عن أي انتهاكات محتملة.
- انتشار القوات اللبنانية على الحدود الجنوبية والمعابر.
- انسحاب إسرائيل تدريجيًا من جنوب لبنان خلال 60 يومًا.
- دعم الولايات المتحدة لمفاوضات ترسيم الحدود البرية بين الطرفين.
تحليل وتداعيات الاتفاق:
المكاسب الإسرائيلية:
- تحييد حزب الله: يعد هذا الاتفاق مكسبًا كبيرًا لإسرائيل، حيث يهدف إلى تحييد سلاح حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى في جنوب لبنان، ما يقلل من التهديدات الأمنية المستقبلية.
- عودة المستوطنين: أتاح الاتفاق إعادة المستوطنين الإسرائيليين إلى المناطق الشمالية بعد أن كانت عرضة للتهديدات الأمنية.
- وقف التصعيد الأمني: أوقف الاتفاق الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة التي وصلت إلى مناطق إسرائيلية حيوية مثل تل أبيب.
- تعزيز الفصل بين الجبهات: أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفخر إلى نجاحه في فصل الجبهتين اللبنانية والغزاوية، ما يمنح الجيش الإسرائيلي فترة للراحة وإعادة التسليح.
التأثير على حزب الله:
- ضرب وحدة الساحات: ينص الاتفاق ضمنيًا على تفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني، مما يضعف قدرة الحزب على التصعيد.
- الحد من سيادة لبنان: يتضمن الاتفاق قيودًا على سيادة الدولة اللبنانية، مثل إخضاع تصنيع وتوريد الأسلحة للرقابة الخارجية، ما يثير تساؤلات حول استقلالية القرار اللبناني.
- اتهامات بالتنازل: وصف بعض المحللين الاتفاق بأنه يعكس “استسلامًا” من قبل حزب الله تحت ضغوط إقليمية ودولية، في ظل غياب مكاسب حقيقية للبنان.
مخاوف وتساؤلات:
- مدة انسحاب إسرائيل: يمنح الاتفاق إسرائيل شهرين للانسحاب من جنوب لبنان، ما يُعد مهلة طويلة تعزز شرعية الاحتلال المؤقت للمنطقة.
- التحضير لمواجهة إيران: يأتي الاتفاق في سياق استعداد إسرائيل لمواجهة محتملة مع إيران، وهو ما ألمح إليه نتنياهو في تصريحاته الأخيرة.
خاتمة:
يبدو أن الاتفاق يُحدث تحولًا جذريًا في قواعد الاشتباك بين لبنان وإسرائيل، مع مكاسب واضحة للجانب الإسرائيلي وتحديات كبرى لحزب الله ولبنان. يبقى السؤال الأبرز: هل يشكل هذا الاتفاق بداية لمرحلة استقرار حقيقي أم أنه مجرد هدنة مؤقتة تُعيد خلط الأوراق في المنطقة؟
أكتب تعليقك ورأيك