والتر بنيامين كاتب، فيلسوف، مترجم، ناقد أدبي واجتماعي وفني ألماني، يعد واحدا من أبرز الأدباء الألمان في القرن العشرين، وانتحر بعد أن فشل في الهرب من ألمانيا.
ولد في الخامس عشر من تموز ( يوليو) عام 1892 في العاصمة الألمانية برلين، وفيها نشأ.
عائلته كانت إحدى العائلات اليهودية التي تعيش في ألمانيا، وفي ظلها نشأ فيلسوفنا نشأة جيدة.
أحب العلم منذ الصغر، وكان كثيرا ما يطلع على كتب الفلسفة والتي شغلت عقله وقلبه وفكره، وتأثر بشكل كبير بفلسفة ماركس، وبريخت، ونيتشه.
ولم يكتفِ هذا الكاتب بالفلسفة وحسب بل اطلع على الأدب وتأثر كثيرا بأشعار الشاعر الفرنسي بودليير.
التحق والتر بنيامين في الجامعة، فدرس في جامعة لودفيش ماكسيميليان في ميونخ، ومن ثم درس في جامعة برن ونال منها شهادة الدكتوراه.
كان هذا الفيلسوف واحدا من أعضاء مدرسة فرانكفورت في النظرية النقدية، وكان له مجموعة كبيرة من الدراسات النقدية، كما أنه تأثر بجرسوم شولم والذي قام بتأسيس الدراسة الحديثة للقبالة والصوفية اليهودية.
يعد هذا الناقد أحدى أهم وأبرز النقاد في القرن العشرين، واستطاع أن يدمج في نقده ما بين المادية التاريخية والمثالية الألمانية، والأفكار الصوفية اليهودية، فأضاف بذلك إسهاما جديدا للفلسفة الماركسية الغربية، ونظرية علم الجمال.
كما قام والتر بنيامين بكتابة مجموعة مقالات تناول فيها الشاعر الفرنسي الكبير شارل بودلير وشعره، حتى أنه قام بترجمة ديوان أزهار الشر، كما ترجم رواية بورست بحثا عن الزمن المفقود، ولقد تأثر كثيرا بهذا الشاعر، وظهر هذا التأثر جليا من خلال مقالته رسالة المترجم والأعمال الفنية في عصر إعادة الإنتاج الميكانيكي.
وواصل بعد ذلك هذا الأديب والفيلسوف والمترجم إبداعه إلا أن استلام هتلر للحكم، ومحاربته لليهود ساهم في تضيق الخناق عليه كثيرا، فلم يجد نفسه يكتب ويعمل بنفس الحرية التي كان يعمل فيها في السابق.
وشهد العام 1940 كتابة هذا الأديب لآخر أعماله، وكان هذا العمل أطروحته والتي حملت عنوان أطروحات حول مفهوم التاريخ، ولقد قام باستياء هذه الأطروحة من لوحة أنجلوس نوفوس لبول كيلي، ولقد وجد في هذه اللوحة ملاك التاريخ الذي ينظر إلى ماضي البشرية ويخشى من المستقبل القادم لها.
بعد ذلك ونتيجة لحرق النازيين لليهود اضطر والتر بنيامين للهرب مع مجموعة من اليهود، وعندما وصل إلى الحدود الإسبانية الفرنسية لم يسمح لمجموعته بعبور الحدود، وكان خلفهم مجموعة من النازيين تريد إلقاء القبض عليها، فخشي من الوقوع في الأسر وأقدم على الانتحار في منطقة بورتبو على الحدود الإسبانية الفرنسية في السابع والعشرين من أيلول ( سبتمبر) عام 1940 عن عمر يناهز 48 عاما، وفي اليوم التالي سمح لمجموعته بعبور الحدود ونجت المجموعة، ولكنها فقدت واحدا من أعظم الفلاسفة والمفكرين في القرن العشرين.
أبرز أعماله:
أطروحات حول مفهوم التاريخ؛ ترجمة ديوان أزهار الشر.
إقرأ أيضاً: كلاريس ليسبكتور – قصة حياة الكاتبة الأوكرانية البرازيلية المميزة
أكتب تعليقك ورأيك