كان مصطفى صادق الرافعي جالساً على سجادة الصلاة بعد الظهر يتلو القرآن الكريم ثم قام فصلى ركعتين قبل أن يشعر بتوعك في معدته ويسقط في الصالة لافظاً أنفاسه الأخيرة.
هذه هي لحظة وفاة مصطفى صادق الرافعي عن عمر يناهز 52 عاما والذي قال عنه محمد عبده أنه أحد الأولياء الخفاة المتسترين وراء حجاب الأدب.
مصطفى صادق الرافعي – قصة حياة معجزة الأدب الرافعي
ولد الرافعي في بهتيم بمحافظة القليوبية بمصر في بيت جده.
عاش أول حياته في طنطا.
ينتمي الرافعي رغم حداثة تفكيره إلى مدرسة المحافظين والمهتمين بالشعر الكلاسيكي.
وصل في ميدان عمله إلى منصب رئيس محكمة طنطا الشرعية.
عاش الرافعي حياة ممتلئة بالصدمات إذا إنه فقد سمعه نتيجة لإصابته بمرض التيفوئيد وقد شابه في ذلك عميد الإدب العربي الدكتور طه حسين في فقد بصره وكأنما يؤخذ منهما ليعوضا بالخلود بعدها في عالم الأدب والفكر.
لم يكمل مصطفى صادق الرافعي تعليمه ما خلا الإبتدائية ليشابه في ذلك الأستاذ عباس محمود العقاد وقد ماثله أيضاً في حسن بلاغة أسلوبه ورصانته وقد شهد له العقاد نفسه بذلك حيث قال أن الرافعي يتميز بأسلوب رصين وبيان قوي وحكمة تنم عن عقل حكيم، والمفارقة العجيبة هي حدوث خصومة بين الإثنين.
فالصراع بينة وبين طه حسين كان بسبب كتاب “في الشعر الجاهلي” لعميد الأدب لما جاء فيه عن نحل الشعر الجاهلي وهو ما حمل الرافعي عليه وطلب من الجميع أن يقف ضد بث هذه الأراء في عقول الطلاب، كان مصدر تلك العاصفة غيرة الرافعي على اللغة العربية والإسلام فهاجم طه حسين في مقالات شعواء إهتزت لها الصحف في سجالات أدبية رفيعة بينهما أنذاك.
وقد كان أستاذنا الرافعي يواجه كل من يكتب ضده حجة بحجة وقلم بقلم، وقد أتى خلاف الرافعي مع العقاد وليد كتاب “إعجاز القرآن والبلاغة القرآنية” حيث خالف العقاد الرافعي في رأيه وقد كانت خصومة كبيرة شديدة الأوزار ولم تزل بينهما حتى توفى الله الرافعي.
أسهم الرافعي بثراء عالم الفن بشعره ونثره، وقد كتب أول دواوينه الشعرية ولمّا يبلغ الثالثة والعشرين من عمره.
وقد ترك الشعر إنكارا على الناس بعد كل تلك العصور التي مضت تمسكهم في سجن الوزن والقافية على حد تعبيره والتي رأى فيهما عجزاً عن تأويل ما يستطيع الشعور به لذلك انتقل في وثبات رشيقة من الشعر إلى النثر ليسجل في ذلك أروع المعاني وأبلغ الكلمات التي سمعت في عهده.
وقد أثرى الرافعي الحياة الأدبية بكتابه “وحي القلم” وهو مجموعة مقالات نثرية تعبّر عن النقد الساخر الذي وقر في حشاه ضد المجتمع أثناء فترة الإحتلال الأجنبي لمصر والذي كان سبباً أيضاً في إصدار كتابه العظيم “المساكين” والذي وصف فية بشكل دقيق حال مصر إبان الحرب العالمية وما يفعله الإحتلال الغاشم من سرقة لخيرات البلاد ونهب لثروات الخلق والعباد.
وقد أتحف الرافعي المهتمين بالأدب بثلاثيته تاريخ الأدب العربي الأول في الأدب والرواية والثاني في البلاغة الخاصة بالحديث والقران الكريم والثالث توفي قبل أن يتمه وقام بنشر أجزاء منه أحد تلاميذه، كما أن الرافعي أسهم في الكتابة الرومانسية التي خرجت لنا عبر كتابه وحي القمر وهو ثاني كتبه النثرية.
في نجومي المزيد من سير مشاهير الأدب والشعر، نقترح عليكم مطالعة قصة حياة أحمد فؤاد نجم الشاعر السجين.
إذا أعجبتك هذه المقالة لا تنس مشاركتها مع أصدقائك في مواقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك، تويتر، جوجل بلاس..).
أكتب تعليقك ورأيك