محمد كرد علي واسمه الكامل محمد بن عبد الرزاق بن محمد كرد علي، كاتب، مؤرخ، عالم لسانيات، وأديب عربي، يعد أحد أبرز رجال الفكر في الوطن العربي، ولعب دورا كبيرا في النهضة العربية، كان غزير الإنتاج ومن أبرز أعماله كتاب خطط الشام.
ولد في العام 1876 في العاصمة السورية دمشق لعائلة كريمة، كان والده كرديا وأمه شركسية، وعاش طفولته وتلقى تعليمه فيها، حيث درس الابتدائية في مدرسة كافل سيباي، وبعد ذلك درس المرحلة الإعدادية في المدرسة الرشيدية، وفي المدرسة العازرية للراهبات العازريات في دمشق أتم تعليمه الثانوي، وخلال فترة الدراسة تمكن من إتقان اللغتين الفرنسية والتركية، كما بدأ يطالع الكتب والصحف، ومالت نفسه ميلا عظيما نحو الثقافة، فأصبح يشتري الكتب ويقضي معها ساعات طويلة.
بعد ذلك قام محمد كرد علي بالاتصال مع عدد من علماء الشام المشهورين في عصره أمثال الشيخ سليم البخاري، الشيخ محمد مبارك، الشيخ طاهر الجزائري، ولقد ساعده اتصاله بهم على الاطلاع على عدد كبير من كتب الأدب، البلاغة، علم الاجتماع، الفقه، التاريخ، التفسير، والفلسفة.
ونتيجة لإتقانه اللغة التركية والفرنسية عمل محمد كرد علي في العام 1892 ككاتب قلم الأمور الأجنبية، ومن ثم عين كرئيس تحرير لجريدة الشام الأسبوعية وذلك في العام 1897، وفي العام 1900 بدأ بمراسلة جريدة المقتطف في مصر وظل ينشر مقالاته فيها لمدة خمس سنوات الأمر الذي جعل شهرته تصل إلى مصر، وساعده على ذلك سفره إلى مصر في العام 1901.
ولم يكتفِ هذا المؤرخ بالنشر في جريدة المقتطف، بل تولى تحرير جريدة الرائدة لمدة عشرة أشهر وهي المدة التي قضاها في مصر، لكن انتشار وباء الطاعون فيها اضطره للعودة إلى دمشق من جديد.
بعد أن عاد إلى دمشق قام بإنشاء جريدة المقتبس، لكن الدولة العثمانية بدأت تضيق الخناق عليه فسافر سرا إلى فرنسا والتي التقى فيها بعدد من السياسيين والمفكرين الفرنسيين، وألف عن هذه الرحلة كتاب غرائب الغرب.
وبعد أن استقلت البلاد العربية عن الدولة العثمانية قام بإنشاء مجمع علمي عربي للغة العربية وكان ذلك في فترة حكم الملك فيصل، حيث عرض هذه الفكرة على علي رضا الركابي والذي أيده ودعمه، وبالفعل تم إنشاء أول مجمع عربي للغة العربية في العام 1919 وعين محمد كرد علي رئيسا له.
خلال فترة رئاسته لمجمع اللغة العربية ألف عددا كبيرا من الكتب ومن أبزرها خطط الشام، واستمر محمد كرد علي في رئاسة مجمع اللغة العربية في دمشق حتى وافته المنية في العام 1953 عن عمر يناهز سبعة وسبعين عاما قضاها بالإبداع والإنتاج الفكري الذي خلد اسمه كواحد من أعظم المؤرخين والنقاد العرب.
أبرز أعماله:
خطط الشام؛ الإسلام والحضارة العربية؛ تاريخ الحضارة؛ غرائب المدن؛ دمشق مدينة السحر والشعر؛ كنوز الأجداد.
إقرأ أيضاً: فرانسوا رابليه – قصة حياة مؤسس أسلوب الكتابة الأوربية الحديثة
[…] […]