عبد الملك الأصمعي واسمه الكامل عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي شاعر، وراوي أشعار عربي، يعد واحدا من أشهر من جمع الشعر العربي حتى أطلق عليه الخليفة العباسي هارون الرشيد شيطان الشعر.
ولد عام 740 ميلادي في مدينة البصرة وفيها نشأ، وكانت عائلته عائلة متعلمة، وكان والده معلمه الأول.
تتلمذ في صغره على يد عدد من أعلام البصرة كأبي عمرون بن العلاء، وحمزة بن حبيب والكسائي وغيرهم.
كان عبد الملك الأصمعي محبا للعلم بشكل كبير، ويحفظ كافة الأخبار التي تعرض عليه بسرعة كبيرة، وكان يسعى وراء تحصيل أكبر قدر ممكن من العلوم، وهذا ما دفعه لزيارة بغداد عدة مرات ومجالسة علمائها، ومن ثم زار مكة واطلع على شعر هذيل.
كان يقوم بزيارة متكررة نحو البادية وذلك لكي يستمع إلى أشعار العرب وأخبارهم، وقصصهم، ومن ثم يعود إلى بغداد ويقص على خلفاء بني العباس ما قد سمع، فيسرون منه ويجزلون له العطايا.
حظي عبد الملك الأصمعي بمكانة كبيرة لدى الخليفة العباسي هارون الرشيد، والذي كان يسر كثيرا بأخباره، كما كان متعجبا من قدرته الكبيرة على حفظ الأشعار حتى أطلق عليه لقب شيطان الشعر.
ولم يكتفِ هذا العالم والأديب بالشعر وحسب بل كان على علم واسع بعلم الحيوان والعلوم الطبيعية، حيث كان يهتم بتشريح الحيوان، ولقد ساعدت إمكانياته اللغوية الكبيرة في إتقانه لهذا العلم.
تميز الأصمعي بقدرته الكبيرة على تصنيف الأشعار واختيار الأشعار الرائعة والمناسبة لكي ينشدها في حضرة الخلفاء.
كما كان الأصمعي يجيد الشعر وله قصة مشهورة مع أبي جعفر المنصور، والذي كان وعد بجائزة للشاعر الذي يأتيه بقصيدة جديدة لا يحفظها من أول مرة، وجاء الأصمعي متخفيا وألقى عليه قصيدته الشهيرة صوت صفير البلبل، ولم يتمكن الخليفة ولا خادمه الذي يحفظ القصيدة من مرتين ولا جاريته التي تحفظ القصيدة من ثلاث مرات في إعادة هذه القصيدة.
ولقد استخدم في هذه القصيدة العديد من الكلمات العربية الأصلية والتي تحتاج لعالم باللغة العربية لاستخدامها بهذه الطريقة.
يعد هذا الأديب واحدا من أكثر الأدباء تأليفا للكتب وتصنيفا له، ووضع عددا كبيرا من الكتب ويعد كتاب الأصمعيات أشهرها.
توفي في العام 828 ميلادي في البصرة عن عمر يناهز ثمانية وستين عاما، قضاها في الترحال وجمع أشعار العرب.
أبرز أعماله:
الأصعميات؛ الأصوات؛ الإبل؛ الأبواب؛ أبيات المعاني؛ أسماء الخمر؛ السلاح؛ نوادر الأعراب؛ الهمز؛ الوجوه، صوت صفير البلبل.
إقرأ أيضاً: ابن عطية الأندلسي – قصة حياة الأديب والمفسر الكبير
أكتب تعليقك ورأيك