أبو القاسم الفردوسي – قصة حياة أبو القاسم الفردوسي هوميروس إيران
منصور بن حسن بن شرفشناه الفردوسي ، وكنيته أبو القاسم الفردوسي ، والفردوسي كلمة تعني البستان في اللغة الفارسية ، شاعر وأديب من أشهر شعراء إيران ، وهو الذي ألف ملحمة الشاهنامة الفارسية ، والتي تضمنت تاريخ الفرس ، تعد هذه الملحمة أعظم عمل شعري في تاريخ بلاد فارس ، وهي التي خلدت ذكره .
ولد عام935 ميلادي في قرية فاز الواقعة قرب بلدة تباران في إقليم طوس بخرسان ، لعائلة غنية تمتلك أموالا وقرى كثيرة وتنتمي لطبقة الدهاقين أو الملاك ، الأمر الذي وفر له جوا تعليما جيدا ، فتعلم القرآن ودرس الأدب والتاريخ ، وبعد ذلك بدأ بالقراءة عن ملوك بلاد فارس ، حيث كان لديه اعتزاز بقوميته الفارسية والتي كان يراها أعلى شأنا من القومية العربية .
ولم يكتفِ الفردوسي بالقراءة وحسب ، بل كان يستمع إلى الروايات التي تنقل على الألسن بشكل شفهي ، ويقوم بتدوينها .
بالإضافة إلى إتقانه اللغة الفارسية واطلاعه على الحضارة الفارسية كان الفردوسي ضليعا باللغة العربية وأشعارها .
تعد ملحمة الشاهنامة أبرز عمل قام به أبو القاسم الفردوسي ، وهو العمل الذي خلد ذكراه ، وتعود فكرة هذه الملحمة إلى الشاعر الدقيقي أستاذه والذي توفي في ظروف غامضة بعد أن كتب ألف بيت من الملحمة ، فأصر الفردوسي على إكمال عمل معلمه ، فكانت الشاهنامة والتي تعني كتاب الملوك ، وتألف الملحمة من ستين ألف بيت ، ولقد عرض فيها خمسين ملكا فارسيا يمتدون على أربع سلاسل ،وروى فيها تاريخ الفرس كاملا مع الأساطير التي أحاط بأوائل الملوك الفرس ، ولقد استمر في تأليف هذه الملحمة حوالي اثنين وثلاثين عاما ، جمع فيها تاريخ الأمة الفارسية.
وبعد أن انتهى أبو القاسم الفردوسي من كتابة ملحمته قام بإرسالها إلى السلطان الميمندي ، والذي ذهل من روعتها ، وأمر بأن يصرف له ستين ألف مثقال فضة ، ولكن الفردوسي رفض المال ، وأرسل للسلطان رسالة يقول فيها أنه كتب هذه الملحمة ليس من أجل المال بل من أجل الثناء والخلود ، كلن رده أغضب السلطان ، فذهب إليه واعتذر منه ، ورحل عن البلاد وأعطى رجلا من رجال السلطان كتابا وقال له أن يسلمه للسلطان بعد عشرين يوما من رحيله ، وكان يحتوي هذا الكتاب على أبيات هجاء فثارت ثائرة السلطان الميمندي وطلب رأسه دون جدوى .
بعد ذلك استقر به الحال في قهستان تحت حماية واليها ناصر ، والذي راسل السلطان يطلب منه العفو عنه ، لكن السلطان لم يعفُ عنه فهرب ، وطاف في عدد من البلاد إلى أن وصل إلى بغداد فمدح الوزير والخليفة ، وكتب عدد قصص بالعربية ، فأكرمه أهل بغداد فتحسر على أن قومه لم يقدروا عمله بينما العرب أكرموه وقدروا عمله ، فتوفي من الحسرة وذلك عام 1020 ميلاي ، تم دفنه في بستان في طوس ، ليسدل الستار بذلك على حياة الفردوسي الذي ألف أعظم ملحمة في تاريخ بلاد فارس ، والتي خلدت اسمه بين العظماء .
إقرأ في نجومي أيضاً: أدونيس – قصة حياة أدونيس رائد المذهب الرمزي
[…] إقرأ في نجومي أيضاً: أبو القاسم الفردوسي – قصة حياة أبو القاسم الفردوسي هوم… […]