هيلين كيلر – قصة حياة هيلين كيلر الأديبة التي عاشت بحاسّة واحدة فقط
فتاة أميركية تُدعى هيلين كيلر لا تتمتع بأيّة حاسّة على الإطلاق سوى “اللمس”، ورغم ذلك تُعد ضمن أبرز أدباء العالم الغربي وأشهر المعاقين الذين حوّلوا ظلام حياتهم إلى طاقة نور تشعّ أملًا لأقرانهم ولغيرهم من البشر كاملي الحواس.
وفي ولاية ألاباما وتحديدًا يوم 27 حزيران/يونيو العام 1880 ولدت هيلين، وكان أحد جدودها أول معلم للصُم في مدينة زيورخ السويسرية ومؤلف كتاب عن كيفية تعليمهم، وقد نطقت للمرة الأولى بعض الكلمات بطلاقة شديدة قبل أن تُكمل شهرها السادس، وفي عيدها الأول وقفت بمفردها على ساقيها، ولكنها سريعًا ما مرضت وقدت حواسها كافة عدا اللمس، وهوما ساعدها بصعوبة على التأقلم مع المحيطين بها.
نجحت والدتها في إدراك ما تريده بلغة الإشارة، ثم أدركت كيلر أنهم جميعًا يتواصلون عبر الشفاه وحاولت تقليدهم ولكنها فشلت بالطبع، وبعدما تصادقت مع فتاة زنجية كانت ابنة الطاهي الخاص بعائلتها تحولت حياتها تدريجيًّا وبدأ التفاؤل يعرف طريقه إليها.
الفتاة السمراء وحدها نجحت في التواصل مع نظيرتها المُعاقة، وعنها قالت الأخيرة “كثيرًا ما كنا نخرج إلى الحديقة نبحث عن بيض الدجاج، وعندما نجده كنت أرفض أن تحمله هي؛ خوفًا من أن تكسره”، كما تحدثت عن كلبتها الوفية “بل” التي كانت ترافقها دومًا ولا تنام لا جوارها قائلة “حاولت كثيرًا أن تفهمني الكلبة بالإشارات، إلا إنها فشلت لغبائها الشديد”.
ثم دخلت حياتها المعلمة آن سوليفان، التي غيَّرت حياتها رأسًا على عقب وساعدتها في تحدي إعاقتها حتى تحقق لها مما أرادت؛ إذ كانت تعاني من فقد البصر ولكنها أجرت الكثير من العمليات الجراحية التي أعادت إليها تلك الحاسّة الغالية، وأصبحت المعلمة بذلك عينيها وأذنيها حتى توفيت العام 1936.
وفي أيار/مايو العام 1888 غادرت كيلر مع سوليفان إلى بوستن؛ للالتحاق بمعهد بيركينز للمكفوفين، وهناك شعرت بالراحة النفسية لوجودها بجوار زملائها فاقدي البصر وتابعت الدراسة والسعادة تغمر قلبها، وبعد رحلة كفاح طويلة تمكنت من نطق الحروف بل ودرست التاريخ اليوناني والروماني والأميركي وقواعد الفرنسية والألمانية، وتمكنت من قراءة بعض أشعار فونتين بالإضافة إلى تعلم اللغة اللاتينية.
كما درست هيلين الرياضيات والجغرافيا الطبيعية واللغتين الفرنسية والالمانية، ثم التحقت بمدرسة كامبريدج للسيدات؛ استعدادًا لدخول الكلية، وبالفعل تقدمت للامتحان التمهيدي في كلية رادكليف واجتازت الاختبارات بنجاح لافت وحظيت بدرجة الشرف في اللغتين الألمانية والإنجليزية.
وبعد وفاة معلمتها سوليفان عادت تواجه الحياة بمعاونة آخرين ولاقت الكثير من الصعاب، لكن بفضل إرادتها القوية كانت تتخطى جميع المعوقات، حتى أنها نشرت قبل وفاتها مطلع حزيران العام 1968 نحو 18 كتابًا من أشهرها “العالم الذي أعيش فيه”، و”أغنية الجدار الحجري”، و”الخروج من الظلام، و”الحب والسلام”، و”هيلين كيلر في اسكتلندا” بالإضافة إلى سيرتها الذاتية التي شملت 23 فصلاً بعنوان “قصة حياتي”، كما ترجمت أعمالها إلى خمسين لغة مختلفة.
في نجومي المزيد من سير مشاهير الأدب في تاريخ العرب والعالم، نقترح عليك مطالعة قصة حياة محمود درويش عاشق فلسطين وشاعر المقاومة .
أكتب تعليقك ورأيك