مارينا تسفيتايفا شاعرة وكاتبة روسية شهيرة، تعد واحدة من ألمع شاعرات الأدب الروسي، قدمت العديد من الأعمال الشعرية الرائعة، وتميزت باتباعها المنهج الرمزي في أشعارها.
ولدت في الثامن من تشرين الأول ( أكتوبر) عام 1892 في موسكو وفيها نشأت.
نشأتها كانت ضمن أسرة تمتلك من الثقافة الشيء الكثير، فوالدها كان بروفيسور في جامعة موسكو، أما والدتها فتعود بأصولها إلى ألمانيا وبولندا، وكانت عازفة بيانو مميزة.
أحبت مارينا تسفيتايفا العلم منذ الصغر، وبدأ اهتمامها بالأدب واضحا للغاية الأمر الذي دفع بوالديها لإرسالها للدراسة خارج روسيا، فدرست في إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، وسويسرا، الأمر الذي ساهم في اتقانها لعدة لغات، وبعد أن أنهت دراستها عادت إلى روسيا واستقرت بها.
اهتمت هذه الشاعرة بالشعر منذ صغرها، وامتلكت الموهبة الشعرية، وفي سن الثامنة عشر تمكنت من إصدار أول مجموعة شعرية لها وحملت اسم الكراسة المسائية، ولقد أثارت هذه المجموعة إعجاب العديد من الأدباء ونقاد الأدب في روسيا، ولقد تضمنت هذه المجموعة مجموعة من القصائد الرائعة ومن أبرز هذه القصائد قصائد عن موسكو، كما أن هذه الأديبة اتخذت من الشعر جسرا حاولت من خلاله توصيل رسالتها الإبداعية، ولقد تميزت أشعارها بالطابع الوجداني.
ويوما بعد آخر ارتفعت مكانة مارينا تسفيتايفا الشعرية، وأصبحت ضلعا رئيسيا من أضلاع الثالوث الأكبر للشعر الروسي في بداية القرن العشرين والذي تألف من مايكوفسكي، وباسترناك بالإضافة إلى مارينا تسفيتايفا.
وكانت هذه الشاعرة من أنصار الحرس الأبيض، وخير دليل على هذا مجموعة القصائد التي تغنت من خلالها بهم، وفي العام 1922 هاجرت من روسيا برفقة زوجها نحو فرنسا، ولكنها لم تستطع أن تتأقلم فيها، حيث عانت من واقع المجتمع وعلاقة المهاجرين الروس ببعضهم البعض، والذين كانوا يعدونها لا تظهر العداء الكافي للبلاشفة الحمر على الرغم من أنها من كانت من أنصار البيض.
في فرنسا تدهورت حالة أديبتنا المادية، لتعود إلى روسيا والحزن واليأس مسيطر عليها، ولكنها لم تتخلص في روسيا من حزنها، بل زاد اغتراباها في بلدها حيث فقدت الأصدقاء بظروف سوداوية ومأساوية، كما قامت المخابرات الروسية باعتقال زوجها وأختها وابنتها، وأمام هذه المآسي توقفت عن نشر الشعر.
وساءت حالة أديبتنا المادية، وحاولت أن تجد عملا لها كنادلة في مطعم الكتاب، لكن الكتاب رفضوا ذلك وعدوها جاسوسة للألمان، فلم تستطع أن تتحمل كل هذه المهانة وقامت بالانتحار شنقا بواسطة حبل أهداها إياه الأديب باسترناك لتربط به حقيبتها، وكان ذلك في الواحد والثلاثين من آب ( أغسطس) عام 1941، لتضع بذلك حدا لمآسيها، وليفقد الأدب الروسي والعالمي بوفاتها واحدة من أعظم الشاعرات اللواتي مررن به.
أبرز أعمالها:
بلا عنوان؛ حيث تحجب المرأة عينها عن الشمس؛ خلف نافذتي.
إقرأ أيضاً: أنطون تشيخوف – قصة حياة أنطون تشيخوف رائد القصة القصيرة
أكتب تعليقك ورأيك