قسطاكي الحمصي واسمه الكامل قسطاكي بن يوسف بن بطرس بن يوسف بن ميخائيل الحمصي، أديب، شاعر، وكاتب سوري من مدينة حلب، لعب دورا كبيرا في النهضة العربية وذلك من خلال أعماله التي ساهمت في توعية الشعب العربي.
ولد في الرابع من شباط ( فبراير) عام 1858 في مدينة حلب لعائلة مسيحية تعود جذورها لمدينة حمص لذلك أطلق عليه نسب الحمصي، والده يوسف الحمصي كان تاجرا كبيرا.
توفي والده وهو في الخامسة من العمر فقامت والدته بتربيته، ووفرت البيئة المثالية لكي يتلقى العلم، وبدأ أديبنا بتلقي العلم في أحد كتاتيب الروم الكاثوليك، ومن ثم درس في مدرسة الرهبان الفرنسيسكان، وبعد أن قضى فيها هذه المدرسة خمسة عشر عاما قرر تركها والتفرغ للتجارة وذلك لكي يسير على خطا والده.
وبعد أن حقق نجاحا بالتجارة، وجمع أموالا كثيرة قرر القيام برحلة في العالم الغربي طلبا للعلم، فزار فرنسا في العام 1875، وتعلم اللغة الفرنسية، واطلع على الأدب العالمي، ودرس الفلسفة على يد الأستاذ جاكلمان في مرسيليا، وفي العام 1878 تزوج قسطاكي الحمصي من مريم نجم وذلك بعد أن عاد من رحلته في فرنسا، وأثمر زواجه عن إنجابه لخمس فتيات.
وبعد زواجه بمدة سافر هذا الأديب نحو فرنسا للمرة الثانية وكان ذلك في العام 1878 وخلال هذه الرحلة التقى بعبد الله مراش، وفيها درس الأدب بشكل أكبر، وعاد وبحوزته مجموعة من الكتب القيمة، وفي العام 1892 عاد وسافر إلى فرنسا لمدة قصيرة وبعد أن عاد منها تم انتخابه كعضو في مجلس معارف ولاية حلب، كما تم تعيينه كعضو في مجلس الإدارة في ولاية حلب، كما تم تعيينه كرئيس للمجلس البلدي.
وفي العام 1912 قام أديبنا بآخر رحلاته نحو فرنسا، وذلك من أجل أن يلتقي بعدد من الأدباء الفرنسيين، ولكي يقوم بإحضار مجموعة من الكتب ليعمل على ترجمتها، وبعد عودته من فرنسا تم تعيينه كعضو في المجمع العلمي العربي بدمشق.
كان لقسطاكي الحمصي دورا كبيرا في النهضة العربية، وذلك من خلال ترجمته لعدد كبير من الأعمال الأدبية من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، الأمر الذي ساهم في اطلاع الشباب العربي على الحضارة الغربية.
توفيت زوجته في العام 1929، فحزن كثيرا عليها، وقضى بقية حياته في منزله يجالس الكتب الموجودة في مكتبته طوال اليوم، ولا يغادر المنزل إلا للضرورة القصوى، وخلال هذه المدة اطلع على عدد كبير من الأعمال الأدبية وألف مجموعة من الكتب.
توفي قسطاكي الحمصي في التاسع من آذار ( مارس) عام 1941 في مدينة حلب عن عمر يناهز ثلاثة وثمانين عاما قضاها في التأليف والكتابة، وساهمت أعماله في توعية الشباب العربي، وبوفاته أسدل الستار على علم من أعلام النهضة العربية.
أبرز أعماله:
أدباء حلب في القرن التاسع عشر؛ منهل الوارد في علم الانتقاد؛ مرآة النفوس؛ السحر الحلال في شعر الدلال.
إقرأ أيضاً: أبو حيان التوحيدي – قصة حياة الفيلسوف الملقب بأديب الفلاسفة
[…] إقرأ أيضاً: قسطاكي الحمصي – قصة حياة شيخ أدباء حلب […]