فيديريكو غارثيا لوركا شاعر، وكاتب مسرحي، رسام وعازف بيانو إسباني، يعد واحدا من أبرز الشعراء في تاريخ إسبانيا، ألف العديد من القصائد والأعمال المسرحية ومن أبرز أعماله مسرحية عرس الدم.
ولد في الخامس من حزيران ( يونيو ) عام 1898 في منطقة فيونيت فاغوس الواقعة في منطقة غرناطة الإسبانية وفيها نشأ.
والده كان مزارعا غنيا، أما والدته فقد أولت اهتمامها من أجل أن تعلمه النطق والكلام، وذلك لأنه وجد صعوبة كبيرة في التكلم في بداية حياته، بالإضافة إلى ذلك فإنه تأخر في المشي حتى سن الرابعة، ويعود سبب هذا التأخر لإصابته بمرض خطير بعد ولادته مباشرة.
بسبب هذا المرض وجد شاعرنا نفسه مختلفا عن أقرانه، فبدأ يعمل على إنشاء عالم خاص به، فبدأ بصنع مسرح عرائس خاص به يعبر من خلاله عن نفسه.
وبعد أن اشترى المسرح الخاص به بدأ يكتب المسرحيات الخاصة، ومن هنا تفجرت موهبته الأدبية.
وعندما بلغ السادسة من العمر انتقلت أسرته إلى غرناطة، وبدأ بتلقي العلوم التي يتلاقها الطلاب في عصره، وعندما أنهى الدراسة الثانوية التحق بالجامعة في غرناطة، ولكنه لم يكن يحب الدراسة الأكاديمية لذلك لم يكمل دراسته الجامعية.
وجد فيديريكو غارثيا لوركا راحته في ريف غرناطة بين أحضان الطبيعة، فبدأ يتعرف على الثقافات السائدة في تلك المنطقة، كما تعرف على الغجر الذي يسكنونها، ولقد كان تأثير الغجر في أعماله تأثيرا كبيرا وشكلوا جل أعماله.
شهدت غرناطة ولادة أول أعمال فيديريكو غارثيا لوركا وهو كتاب نثري حمل عنوان انطباعات ومناظرات وذلك في العام 1918، وتحدث في هذا الكتاب عن المغامرات التي حصلت معه في عدد كبير من رحلاته في إسبانيا.
وفي العام 1921 قام بطباعة أول كتاب شعري خاص به وحمل عنوان كتاب الأشعار، واستمر بعدها في نشر أشعاره في الدوريات والمجلات والتي كان أصحابها يطلبون منه أن ينشر فيها، وفي العام 1927 قام شاعرنا بإصدار الديوان الثاني له أغاني.
وفي ذات العام قام فيديريكو غارثيا لوركا بتأليف مسرحية نثرية بعنوان ماريانا بنيدا وتم عرض هذه المسرحية في مدريد وكانت أحد أهم أسباب شهرته، وفي العام 1928 أصدر ديوان حكايا غجرية، ولقد كان هذا الديوان من أهم أعماله، وحظي بشهرة كبيرة.
وفي العام 1929 رحل أديبنا عن بلده باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد نحو مدينة نيويورك، ولكنه فوجئ بتباين الحضارة بين بلده وأمريكا فقرر العودة إلى وطنه، وليصدر مجموعة شعرية بعنوان شاعر في نيويورك.
وفي العام 1931 تسلم أديبنا جوقة مسرح باركا، ومن ثم عرض مسرحية عرس الدم في العام 1933، وبعدها عاد إلى مدينة غرناطة والتي كانت على فوهة بركان، حيث تم اعتقال صهره وعدد من أصدقائه الاشتراكيين، كما تم تفتيش منزل لوركا نفسه عدة مرات، دون أن يجدوا أي شيء ضده، وذلك لأنه كان من أنصار الجمهوريين.
وبعد ذلك عاش الشاعر في بيت صديقه الشاعر لويس روزاليس، والذي سلم لوركا للسلطات التي وعدته بإطلاق سراحه في حال لم يكن هناك أي شكوى ضده وكان ذلك في السادس عشر من آب ( أغسطس) عام 1936، وفي التاسع عشر من آب ( أغسطس) أمر الحاكم المدني لمدينة غرناطة خوسيه فالديز غوزمان بإعدام لوركا رميا بالرصاص بعد أن وجهه له تهمة انتمائه إلى الحزب الجمهوري، كما وجه له تهمة مثلي الجنس، وتم تنفيذ الحكم في الطريق بين فيثنار وألفاكار، ليسدل الستار بذلك على حياة عندليب الأندلس، الشاعر الذي أغنى العالم بالقصائد الرائعة.
أبرز أعماله:
عرس الدم؛ شاعر في نيويورك؛ حكايا غجرية.
إقرأ أيضاً: بابلو نيرودا – قصة حياة الأديب التشيلي الحاصل على جائزة نوبل
[…] فيديريكو غارثيا لوركا – قصة حياة عندليب الأندلسفيديريكو غارثيا لوركا – قصة حياة عندليب الأندلس […]