ساطع الحصري مفكر سوري وأحد أهم وأبرز مؤسسي الفكر القومي العربي، لعب دروا كبيرا في النهضة العربية، حيث دعا إلى القومية العربية، وجابه الاحتلال العثماني والفرنسي.
ولد في الخامس من آب ( أغسطس) عام 1879 في مدينة صنعاء ففي اليمن حيث كان والده يعمل كرئيس لمحكمة الاستئناف، وبحكم وظيفة والده تنقل هذا المفكر بين عدة مناطق في صغره، فزار عددا من المدن التركية، وفي العام 1893 استقر به المطاف في طرابلس الغرب، وفيها أتم دراسته الابتدائية.
بعد ذلك درس ساطع الحصري الإعدادية في المدرسة الملكية الشاهانية في الأستانة، وهنا افترق عن عائلته التي عادت إلى طرابلس، وتميز هذا المفكر خلال سنين الدراسة، حيث كان بارعا في الرياضيات، كما أنه كان يطلع على كافة العلوم التي تقع عينه عليها، ونتيجة هذا التفوق في الدراسة تحصل على إجازة في العلوم السياسية والإدارية في العام 1900.
بعد ذلك دخل ساطع الحصري سلك الوظيفة، حيث تم تعيينه في بلاد البلقان وتميز هذه المرحلة بكثرة التنقل بين مدن البلقان الأمر الذي جعله يتعرف على أحوال الناس التربوية والاجتماعية عن قرب أكثر، واستطاع أن يكتسب حب الناس له حتى أطلقوا عليه لقب أبو علم التربية التركي.
بعد ذلك قام بتأسيس مجلة أنوار العلوم، كما قام بإصدار مجلة تربوية باللغة التركية عرفت باسم تدريسات ابتدائية، ولقد ساهمت هذه الأعمال في جعله محبوبا من قبل السلطات العثمانية، الأمر الذي أدى إلى انتخابه كعضو في جمعية المطبوعات العثمانية، ووقف في البداية مع جمعية الاتحاد والترقي والحزب التركي الطوراني الذي كان يهدف إلى تتريك العرب، ولكن فجأة انفصل عنهم وعاد إلى القومية العربية وذلك بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزرها، ونال العرب الاستقلال.
في العام 1919 تولى شؤون التربية في دمشق، حيث تم تعيينه كمفتش عام للمعارف، ومن ثم تم تعيينه كمدير عام للمعارف، وفي العام 1920 تم تعيينه كوزير للمعارف، وفي هذه الفترة أصدر مجلة التربية والتعليم.
وفي العام 1921 رحل إلى العراق بطلب من الملك فيصل، وذلك لكي يقوم بالإشراف على العلمية التربوية فيه، وظل في العراق حتى العالم 1941، وفيها تقلد عددا كبيرا من الوظائف والمناصب التربوية ومن هذه المناصب معاون وزير المعارف، ومدير المعارف، وأستاذ علم التربية في دار المعلمين، بالإضافة إلى مراقب التربية والتدريس، ومدير الآثار العامة.
وفي العام 1941 أخرج من العراق بسبب عدم رضا الإنجليز عن مواقفه العربية، فاتجه نحو لبنان وذلك حتى العام 1943، وبعدها عمل مستشار فني في الحكومة السورية، وفي العام 1947 رحل نحو مصر وعمل مستشارا فنيا للإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية في العام 1948، وفي العام 1949 قام بتأسيس متحفا للثقافة العربية في القاهرة، وظل في القاهرة حتى العام 1965.
وفي العام 1965 عاد وبقي فيها حتى وافته المنية في الرابع والعشرين من كانون الأول ( ديسمبر) عام 1968 عن عمر يناهز تسعة وثمانين عاما قضاها في نشر الوعي، والدفاع عن القومية العربية.
أبرز أعماله:
حول القومية العربية؛ يوم ميسلون؛ العروبة أولا؛ البلاد العربية والدولة العثمانية؛ صفحات من الماضي القريب؛ أبحاث مختارة في القومية العربية؛ هوية الثقافة العربية.
إقرأ أيضاً: محمود أحمدي نجاد – قصة حياة الرئيس السادس لإيران
أكتب تعليقك ورأيك