ولد الفيلسوف والكاتب الفرنسي المعروف روجيه غارودي في مدينة مارسيليا جنوب فرنسا على شاطئ البحر الابيض المتوسط، وذلك بتاريخ 17 يوليو 1913م، ويعتبر غارودي من أشهر المفكرين الفرنسيين في القرن العشرين، وقد كان من اعضاء الحزب الشيوعي الفرنسي لكنه طرد منه، بعد أن مثله في مجلس الشعب الفرنسي.
اشتهر غارودي بجرأته التي جعلت وسائل الإعلام مقربة منه، علماً انه كان من أشد المعادين للصهيونية، كما أنه أعلن في عام 1982 اعتناقه الدين الإسلامي.
حياة روجيه غارودي الشخصية:
ولد كما ذكرنا في مدينة مرسيليا التي درس فيها كامل مراحله الدراسية، كما أنه أكمل دراسته الجامعية في نفس المدينة، ليتابع تعليمه العالي في العاصمة باريس ليحصل في عام 1953م من جامعة السوربون العالمية المعروفة على شهادة الدكتوراه في الفلسفة، وقد كانت اطروحته تناقش النظرية المادية في المعرفة، كما أنه حصل على الدكتوراه الثانية من جامعة موسكو عام 1954م عبر اطروحته التي تتناول “الحرية”.
تزوج غارودي من امرأة فلسطينية، وقد أعلن في عام 1982م اعتناقه الاسلام، كما أنه نال في عام 1985م جائزة الملك فيصل لدفاعه عن القضية الفلسطينية، وكاعتراف بما قدمه من خدمة للإسلام عبر كتابيه (وعود الاسلام، الإسلام يسكن مستقبلنا)، بالإضافة الى أن جامعة قونية التركية منحته الدكتوراه الفخرية عام 1995م.
نشاطات روجيه غارودي:
انضم الفيلسوف الكبير الى الحزب الشيوعي الفرنسي، وفي عام 1945م انضم الى لجنة الحزب المركزية، ليكون بين عامي 1945- 1951م وبين عامي 1956- 1958م من الاعضاء في الجمعية الوطنية، بالإضافة الى تمثيله الحزب الشيوعي الفرنسي في مجلس الشيوخ في الفترة الممتدة من عام 1959م حتى 1962م.
بعد انتقادات روجيه غارودي المتكررة للاتحاد السوفييتي السابق جرى طرده من الحزب الشيوعي في عام 1970م، ليؤسس في نفس العام مركز للدراسات والابحاث الماركسية، واستمر بمهمة إدارة المركز لفترة دامت عشر سنوات.
عرف عن الفيلسوف والمفكر الكبير معاداته للصهيونية العالمية، وقد أصدر بيان من 12 صفحة أدان من خلاله مجزرة صبرا وشاتيلا، ليكون هذا البيان بداية صدامه المستمر مع المنظمات الصهيونية التي هاجمته بعنف، ومنذ ذلك الوقت وبسبب معاداته الصهيونية قاطعته الصحف والإذاعات والتلفزيونات التي كان سابقاً ضيف شبه دائم لديها.
شكك نجمنا بهذا المقال عبر كتابه “الأساطير المؤسسة لدولة اسرائيل” بتعرض اليهود للمحرقة من قبل النازية الألمانية، وهذا ما تسبب باتهامه بمعاداة السامية، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ.
استمر الفيلسوف الكبير محافظاً على القيم والمبادئ التي يؤمن بها كالعدالة الاجتماعية، وبقي معادياً للرأسمالية والامبريالية وذلك حتى وفاة روجيه غارودي بتاريخ 13 يونيو 2012م عن عمر ناهز 98 عام.
إقرأ أيضاً: سلطان بن سلمان آل سعود – قصة حياة أول رائد فضاء عربي ومسلم
أكتب تعليقك ورأيك