خوليو كورتاثر مفكر، كاتب، روائي، وشاعر أرجنتيني كبير، يعد واحدا من أبرز أدباء أمريكا الجنوبية، عاش معظم حياته في أوروبا وتنقل بين بلدانها، ولقد ترجمت أعماله إلى عدة لغات عالمية.
ولد في السادس والعشرين من آب ( أغسطس) عام 1914 في مقاطعة إكسل الواقعة في جنوب العاصمة البلجيكية بروكسل، والده أرجنتيني الجنسية وكان يعمل كمسؤول التمثيل الدبلوماسي بين بلجيكا والأرجنتين في السفارة الأرجنتينية في بلجيكا.
ومع نهاية الحرب العالمية الأولى غادرت عائلته بلجيكا متجهة نحو سويسرا ومنها نحو مدينة برشلونة في إسبانيا، وعندما أصبح عمر أديبنا أربع سنوات عادت عائلته إلى الأرجنتين، وعاش في مدينة بانفيلد.
لم تكن طفولة خوليو كورتاثر سعيدة، حيث أنه كان يمرض كثيرا، وكان الكتاب رفيقه الوحيد، وكانت والدته تحضر له الكتب الأدبية ليطلع عليها.
في العام 1928 بدأ أديبنا دراسته في المدرسة الاعتيادية للمعلمين ماريانو أكوستا، وفي العام 1932 حصل على لقب مدرس اعتيادي الأمر الذي سمح له بمزاولة مهنة التدريس.
بعد ذلك التحق بدراسة الفلسفة في جامعة بونيس أيرس، ومن ثم قام بالتدريس في بوليفار وسلاديو، وشهد العام 1938 ولادة أولى مجموعاته الشعرية والتي حملت عنوان الوجود، ولقد نشرها باسم مستعار وهو خوليو دينيس.
وفي العام 1944 انتقل إلى منطقة كوبو بمندوسا، وفي ذات العام قام بنشر أول قصة له وكانت بعنوان الساحرة في مجلة البريد الأدبي.
وفي العام 1948 وخلال تسعة أشهر استطاع خوليو كورتاثر اتقان اللغة الإنجليزية والفرنسية وذلك لكي يكون قادرا على العمل كمترجم، ليواصل بعدها أعماله الأدبية وينشر في العام 1949 قصيدة الملوك، وفي العام 1950 كتب رواية الامتحان، وفي العام 1951 حصل على منحة من الحكومة الفرنسية لينتقل ويعيش في فرنسا حتى وفاته.
وفي العام 1953 تزوج خوليو كورتاثر من المترجمة الأرجنتينية أوروا بيرنارديث، ونظرا للحالة المادية السيئة للزوجين قام أديبنا بترجمة أعمال الأديب الكبير إدغار آلان بو، وتعد ترجمته أفضل ترجمة لأعمال الأديب الأمريكي الكبير.
في العام 1963 تم دعوته من قبل منظمة كاسا دي لاس أمريكاس لزيارة كوبا وذلك لكي يقوم بتحكيم إحدى المسابقات الأدبية، الأمر الذي جعله يهتم بالأمور السياسية التي ترتبط وتتعلق بأمريكا الجنوبية.
وشهد العام 1964 انفصاله عن زوجته، ومن ثم رافق ليتوانيا أوجنيه كارفيليس ولم يتزوجها، ولقد جعلته هذه المرأة يدخل عالم السياسة، بعد ذلك انفصل عنها وارتبط بالكاتبة الكندية كارول دنلوب والتي كانت زوجته الثانية، وقام برفقتها بعدة رحلات حوال العالم.
تميز هذا الأديب بنضاله وبدعمه للثورات القائمة في أمريكا الجنوبية، كما كان معجبا بجيفارا بشكل خاص.
نال هذا الأديب نتيجة إبداعاته العديد من الجوائز والتكريمات والتي جاء معظمها بعد وفاته ومن أبرز هذه الجوائز جائزة ميديثيس في العام 1974، وجائزة مؤسسة كونيكس عام 1984.
وفي العام 1981 أصيب خوليو كورتاثر بسرطان الدم وظل يعاني منه حتى توفي في الثاني عشر من شباط ( فبراير) عام 1984 عن عمر يناهز تسعة وستين عاما قضاها في الكتابة والإبداع.
أبرز أعماله:
الضفة الأخرى؛ الجولة الأخيرة؛ المطارد؛ الملوك؛ الامتحان.
إقرأ أيضاً: فيديريكو غارثيا لوركا – قصة حياة عندليب الأندلس
أكتب تعليقك ورأيك