حسان بن ثابت – قصة حياة حسان بن ثابت شاعر الرسول
حسان بن ثابت الشاعر المخضرم الذي عاصر الجاهلية والاسلام معا.
حسان بن ثابت _ قصة حياة شاعر الرسول محمد صل الله عليه وسلم، أحد اهم شعراء زمانه، أشهر قصائده تلك التي هجا بها الكفار وعارضهم.
ابو الوليد حسان بن ثابت المنذر الخزرجي الأنصاري، ولد عام ٥٦٤م، قبل ولادة الرشول بثماني سنوات، يعود نسبه الى قبيلة الخزرج.
تربى في أسرة ذات شأن رفيع ومكانة عالية بين بني قومه، والده هو ثابت بن المنذر الخزرجي والدته هي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون.
عرف بأنه شاعر الملوك حيث كان شاعرا لملوك الغساسنة في الشام قبل اسلامه، أما بعد اسلامه تمكن من التربع على عرش مكانة شاعر رسول الله صل الله عليه وسلم.
عندما بلغ الستين عاما سمع بالاسلام وتعرف عليه وأعلن اسلامه، بعد ذلك أهداه النبي جارية قبطية هي سيرين بنت شمعون التي أحبها بشدة ومن ثم تزوجها وانجب منها ابنه عبد الرحمن بن حسان بن ثابت.
هجا في شعره الكثير من الكفار ومدح الكثير من المسلمين وكان يرثي شهدائهم وموتاهم .
دافع عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعن الاسلام ورد على خصومهم بأجزل القصائد وأحسنها لفظا وتمكنا باللغة وخصائصها. كما هجا القريشيين المعارضين للدين الاسلامي.
أثنى الرسول محمد على شعره وشجعه على ذلك وقال داعيا له:
اللهم أيده بروح القدس.
كانت مكانته عالية أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده، تمكن من نيل رضى الخلفاء الراشدين الذين ساروا على نهج الرسول في تأييدهم لشعره وتشجيعهم له وخاصة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان محبا للشعر.
أتقن حسان كتابة الشعر وبرع في مدح النعمان بن المنذر والغساسنة وكثير من زعماء العرب قبل الاسلام أما بعده فقد أبدع في مدح النبي والاسلام وادخل تلك العاطفة الوجدانية والسماحة والنقاوة على شعره وزين قصائده بمفاخرته بالاسلام وتأثيره بالقرآن الكريم والاحاديث الشريفة.
اختلفت كتاباته من عصر الى آخر وانتقل من نهج مغاير تماما وقام بتعديل آرائه وأفكاره ومعانيه وأسلوب كتاباته.
تميز شعره قبل الاسلام بفخامة اللفظ وقوة البلاغة وسلاسة في الصياغة وجزالة في المعنى وطغى على قصائده مفخرته لنسبه القبلي ومدحه للغساسنة ملوك عصره.
من أشعاره في مدح الغساسنة:
لله در عصابة نادمتهم
يوما بجلق في الزمان الأول
أولاد جفنة حول خبر ابيهم
قبر ابن مارية الكريم المفضل
لكن شعره بعد اسلامه افتقر الى الفخامة والجزالة لكن في المقابل تمتع بالحيوية والرقة والتوهج في ابداء العاطفة والدفىء وحرارة الايمان وصدق العواطف والمشاعر الصادقة.
دافع عن الاسلام بشعره وعن الرسالة المحمدية ومدح النبي والصحابة دفاعا ومدحا صادقين لا يشوبهما شائبة.
لم يكن الغرض من ذلك كسبا للمال انما كسبا للرضى وتعبيرا عن صدق ايمانه ونقاوة مشاعره الاسلامية البحتة.
من قصائده في مدح محمد صل الله عليه وسلم:
نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل
والاوثان في الارض تعبد
فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا
يلوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا نارا وبشر جنة
وعلمنا الاسلام، فالله نحمد
وفي رثائه للنبي قال:
مع المصطفى أرجو بذاك جواره
وفي نيل ذلك اليوم أسعى وأجهد
توفي حسان بن ثابت عام ٦٧٤م في المدينة المنورة عن عمر يناهز المائة وعشرين عاما وكان قد عاش ستين عاما قبل الاسلام وستين عاما بعده مخلفا وراءه ديوانا شعريا ضخما سماه بوابة الشعراء.
في نجومي المزيد من سير الشعراء والأدباء، نقترح عليك مطالعة قصة حياة زهير بن أبي سلمى حكيم الشعراء .
أكتب تعليقك ورأيك