الطيب صالح – قصة حياة الطيب صالح الأديب السوداني الذي لقّب بـ عبقري الرواية العربية
أطلق عليه النقاد لقب “عبقري الرواية العربية” بعدما اختيرت أعمال الأديب السوداني الطيب صالح ضمن قائمة الأفضل في القرن العشرين، والتي تعد حصيلة 80 عامًا من الأدب والثقافة، وقد اشتهرت مؤلفاته وكتاباته الصحافية بالميل إلى الجذور العربية لاسيما السودانية؛ إذ اعتمد في غالبية أعماله على وصف الريف السوداني بطبيعته الساحرة والذي تأثر به كثيرًا وأضاف لمسات مميزة لنبوغه الأدبي.
ولد الطيب صالح في إحدى قرى إقليم مروى شمال السودان في 12 تموز/يوليو العام 1929، وتلقى تعليمه في وادي سيدنا ثم التحق بكلية العلوم الطبيعية في جامعة الخرطوم، عمل معلمًا في مدرسة الشيخ رضا ثم التحق بالقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية العام 1953 في عاصمة الضباب “لندن” وتولى بعد ذلك رئاسة قسم الدراما.
عمل لفترة في الإذاعة السودانية وقدم برنامجًا لسرد سيرة حياة ابن هشام وبرنامجًا ثانيًّا مع رواد سودانيين في الأدب والفن، كما سافر إلى قطر وعمل في وزارة إعلامها، ثم شغل وظيفة المدير الإقليمي لمنظمة “اليونسكو” في باريس وممثلًا لها في الخليج العربي طوال خمسة أعوام، وتحديدًا خلال الفترة من العام 1984-1989.
اكتسب شهرة واسعة من روايته الثانية “موسم الهجرة إلى الشمال”، والتي تتناول الاختلاف بين الثقافتين الشرقية والغربية وتداعيات الاندماج بينهما، وكان العمل بطاقة تعريف جيدة لدى القارئ العربي، ووصفت الأكاديمية العربية الرواية العام 2001 بأنها الأهم عربيًا في القرن العشرين.
لكن السلطات السودانية منعت تداول روايته في البلاد خلال فترة التسعينات أي بعد أكثر من ثلاثين عامًا على إصدارها؛ بسبب تولي الإسلاميين الحكم ورفضهم بعض الكلمات الموحية بالجنس.
خاض الطيب مجال الصحافة فكتب طوال 10 أعوام عمودًا بشكل أسبوعي في صحيفة لندنية تصدر بالعربية باسم “المجلة”، كما تناول مواضيع أدبية متنوعة خلال عمله في هيئة الإذاعة البريطانية BBC، ولذلك رشحته مؤسسات ومراكز ثقافية في الخرطوم مثل “اتحاد الكتاب السودانيين” للفوز بجائزة نوبل في الآداب.
وصدر حول صالح كتابًا بعنوان “الطيب صالح.. عبقري الرواية العربية” من قِبل مجموعة من الباحثين في بيروت، تناول لغة الأديب السوداني وعالمه الروائي وحاز الكتاب العام 2005 جائزة ملتقى القاهرة الثالث للإبداع.
ومن أهم مؤلفاته الأخرى رواية “عُرس الزين” التي تحولت إلى عمل درامي في ليبيا وفيلم سينمائي نال جائزة من مهرجان “كان” الدولي، و”مريود” و”نخلة على الجدول”، و”دومة ود حامد”، وترجمت بعض رواياته إلى أكثر من 30 لغة.
وحصد من مؤتمر الرواية العربية العام 2005 جائزة عن “موسم الهجرة إلى الشمال”، وقد تزوج في لندن من امرأة بريطانية وأنجب زينب وسميرة وسارة، ورحل الطيب صال عن عالمنا في 18 آب/فبراير العام 2009.
في نجومي المزيد من سيَر مشاهير الأدب، نقترح عليك مطالعة قصة حياة حافظ إبراهيم أكثر الشعراء حفظاً للشعر .
أكتب تعليقك ورأيك