الجاحظ – قصة حياة الجاحظ إمام العلم والأدب في العصر العباسي
الجاحظ واحد من أئمة الأدب والعلم في العصر العباسي ، وكان من أغزر العلماء علما .
الجاحظ وهو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني ، واختلف المؤرخون في نسبه ،فمنهم من قال أنه عربي الأصل ، أما البعض الآخر فقال أن جده كان مولى لبني كنانة .
ولد الجاحظ في البصرة عام 159 للهجرة وتوفي والده وهو طفل فربته أمه ، لقب بالجاحظ لجحوظ في عينيه ، وكان دميم الشكل ، وصاحب روح مرحة وخفة ظل .
عاش يتيما فقيرا ، فكان يعمل في النهار ببيع الخبز والسمك ، وعندما يحل الليل يكتري دكاكين الوراقين ويبدأ بالقراءة حتى الصباح .
ظهر حبه للعلم بشكل مبكر ، فكان يرتاد حلقات العلم في مساجد البصرة ، والتي كانت مكتظة بالعلماء ، فأخذ علم العربية عن أبي عبيدة والأصمعي ، والنحو عن الأخفش ، وعلم الكلام على يد إبراهيم بن يسار ،وكان من أنصار المعتزلة والتي كانت تناقش المسائل الإسلامية ، وبذلك تمكن الجاحظ من الجمع بين القراءة ، وأخذ العلم عن العلماء .
كان متصلا بثقافات الأمم الأخرى ،فقرأ لفلاسفة اليونان، واطلع على الثقافة الهندية ، كما كان على علم باللغة الفارسية الأمر الذي ساعده على ترجمة بعض الأعمال الفارسية ، كما ناقش المترجمين أيضا .
كان ذا نهجي علمي ، فهو لا يسلم ويعطي رأيه بأي شيء قبل أن يتحقق ويتأكد منه فعلى عكس فلاسفة عصره الذين يصدقون كل ما قاله أرسطو ، كان الجاحظ يوافق أرسطو في بعض الأمور ويخالفه في بعضها ويسخر منه أحيانا، وكان منظما ودقيقا جدا في عمله ، وكان يكثف المعلومات في كتبه، ويقوم منهجه العلمي على عدة أمور وهي :
الشك :
كان الجاحظ يرى الشك أساسا من أسس منهجه العلمي ،وبين أن الشك الذي يريده هو طلبا للحقيقة فقط ، فهو لا يشك لمجرد الشك ، ولا يقبل أن يكون الشك في كل أمر .
النقد :
كان صاحب عقلية نقدية بارعة ، والنقد لديه نوعان الأول ساخر كانتقاده لعلم العروض الذي أسسه الخليل بن أحمد الفراهيدي ، ورأى أن لا فائدة مرجوة من هذا العلم ، والنوع الآخر نقد منهجي تجلى في كتبه ورسائله ، وفيه انتقد العديد من علماء وفقهاء عصره .
المعاينة والتجريب :
وكانت المعاينة والتجريب من أهم أسس منهج الجاحظ العلمي ، وكان يقوم بالمعاينة والتجريب بنفسه ، كما كان ينقل تجارب معلميه وأستاذته بعد أن يتأكد من صحتها ويقوم بنفسه بعملية إعادة التجربة والتأكد منها .
عاش عمرا مديدا وعاصر اثنا عشر خليفة عباسي ،واستمر الجاحظ في التأليف والكتابة طوال حياته ، ولم يثنيه تقدم السن عن ذلك، وكانت وفاته في عام 255 للهجرة عن عمر يناهز 86عاما، بعد أن سقطت عليه مكتبه وهو يحاول أخذ كتاب منها .
أبرز أعماله :
الحيوان .
البيان والتبيين .
البخلاء.
البغال .
فضل السودان على البيضان .
كتاب خلق القرآن .
التاج في أخلاق الملوك .
كتاب أخلاق الشطار .
البرصان والعرجان .
الآمل والمأمول .
التبصرة في التجارة .
المحاسن والأضداد.
في نجومي المزيد من سير مشاهير الثقافة والأدب، نقترح عليك مطالعة قصة حياة جرير شاعر العصر الأموي وأحد فحول الشعر العربي .
أكتب تعليقك ورأيك