البحتري أحد أهم شعراء العصر العباسي وأشهرهم، عرف بمديحه المميز وتصويره للوقائع بأجمل العبارات والمشاهد المجازية.
البحتري – قصة حياة البحتري شاعر العصر العباسي
الشاعر الشامل ونابغة عصره تميز بجمال قصائده حتى قيل عن شعره بأنه سلاسل من ذهب.
أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، ولد في منبج من حلب أحد المدن السورية عام ٨٢٠م، درس فيها اللغة العربية وآدابها وهو يمني قحطاني نسبة لوالده وعدناني نسبة لوالدته.
لقب بالبحتري نظرا لقصر قامته والبحتري تعني قصير القامة.
أحب الشعر منذ كان طفلا وبرع بتأليفه والقائه، عندما كبر انتقل الى حمص والتقى بأبي تمام الذي أعطاه ارشادات حول كيفية نظم الشعر وخفاياه حيث تتلمذ على يده.
بعد ذلك انتقل الى بغداد ونظرا لموهبته الفذة صار شاعر البلاط العباسي، اصبح شاعر الخلفاء العباسيين المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل.
استقر في بغداد لكنه كان دائم الترحال الى سوريا ومنبج.
قام بتأليف ديوان شعري كبير طبع في دمشق وبيروت ومصر والقسطنطينية.
أحب مغنية حلبية بل كان مغرما بها وكتب فيها الكثير من القصائد الغزلية الرائعة.
تميز شعر البحتري بالتقليد في اللفظ القديم مع التغيير في الدلالات والمعاني.
التزم بنهج القصائد العربية الأصيلة.
عرفت قصائده بالالفاظ الجميلة والخيال المبدع والقافية الجاذبة لقراءة المزيد من بحوره الرائعة.
اما الغزل في قصائد البحتري تحمل معنى العاطفة المتدفقة وحلاوة الجمال الفني وتخيل الحبيب ووصفه بأروع العبارات الغزلية حتى لقب بشاعر الطيف لكثرة ذكره خيال الحبيب.
نذكر من قصائده الغزلية
سلام الله كل صباح يوم
عليك ومن يبلغ لي سلامي
لقد غادرت في جسدي سقاما
بما في مقلتيك من السقاما
اشتهر بشعره المداح الذي فيه سهولة المعنى وحلاوة الالفاظ.
من قوله في مدح المتوكل:
أكرم الناس شيمة واتم الناس خلقا
واكثر الناس رقدا
وشبيه النبي خلقا وخلقا
ونسيب النبي جدا وجدا
كما اشتهر بوصفه الممتلىء بالعبارات المجازية واللوحات الفنية الرائعة حتى لقب بشاعر الوصف.
نذكر من كتاباته في وصف الربيع
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى
أوائل وىدكن بالأمس نوما
تميز بخياله العذب ذو الذوق الرفيع والموسيقى الرنانة من خلال تناسق قافيات أبياته وحسن الألفاظ البديعية والتراكيب السهلة اللفظ ذات المعنى المجازي السلس في سرد الأبيات والصور الساحرة التي تأخذ القارىء الى عالم الشعر الراقي.
من أشهر قصائده القصيدة السينية التي نظمها عندما زار ايوان كسرى نذكر منها:
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جبس
وتماسكت حين زعزعني الدهر
التماسا منه لتغسي ونكسي
ولد البحتري في عائلة فقيرة الحال لكنه مات غنيا نظرا لمرافقته للخلفاء حيث كان شاعر الخلفاء العباسيين.
توفي أبو عبادة عام ٨٩٧م في منبج مسقط رأسه ودفن في مدينة الباب مخلفا ورائه ارثا ثقافيا وكتابات عريقة في الشعر العربي .
في نجومي المزيد من المقالات عن سير مشاهير الأدب والشعر، نقترح عليك مطالعة قصة حياة إبن المقفع.
إذا أعجبتك هذه المقالة لا تنس مشاركتها مع أصدقائك عبر مواقع التواصل المختلفة .
[…] في نجومي المزيد من سير مشاهير الأدب العربي، نقترح عليك مطالعة قصة حياة البحتري. […]