ابن دريد واسمه الكامل محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حسن بن حمامي بن جرو بن واسع بن وهب، المكنى بأبي بكر، عالم ومؤرخ كبير، يعود بنسه إلى ملك العرب مالك بن فهم الدوسي الأزدي، يعد واحدا من أعظم العلماء والأدباء في العصر العباسي.
ولد في العام 223 للهجرة الموافق 837 ميلادي في مدينة البصرة، في عائلة كريمة، حيث أن والده كان أحد وجهاء البصرة.
أحب العلم منذ الصغر وسعى إليه، واتصل بعلماء البصرة، وأخذ عنهم الكثير من العلوم، ولكن ظهور ثورة الزنج فيه أدى إلى سفره إلى عمان في جنوب الخليج العرب وذلك في العام 257 وظل فيه حتى العام 269 حين عاد إلى البصرة مجددا.
بعد ذلك رحل عن البصرة مجددا واتجه إلى الأحواز بطلب من الخليفة المقتدر، والذي طلب منه تأديب ابنه أبا العباس اسماعيل، وفي ظل الخليفة عاش ابن دريد أياما جيدة، وقدم فيها كتاب جمهرة اللغة، كما تولى منصب ديوان فارس، وكانت جميع كتب فارس لا تصدر إلا عن رأيه فقط، وظل في الأحواز منذ العام 302 وحتى العام 308 ليرحل بعدها نحو عاصمة الخلافة بغداد، ويستقر فيها.
في بغداد أقام ابن دريد حلقة خاصة به وراح يدرس فيها الكثير من العلوم، ولقد درس على يده عدد كبير من العلماء منهم أبو الفرج الأصفهاني، وأبو الحسن المسعودي، وأبو عبد الله المزراني، وأبو علي القالي وغيرهم من العلماء.
كان هذا العالم من أشهر علماء عصره في اللغة والأدب، كما أنه كان على اطلاع كبير على كافة أشعار العرب وأنسابهم، كما كان ينظم الشعر، ويعد المؤسس الحقيقي لفن المقامات، حيث قام بوضع أربعين مقامة كانت الركائز التي اعتمد عليها أصحاب فن المقامات.
كان هذا العالم كريما عزيز النفس، وكان لا يرد المحتاج، ولقد خصص له في بغداد مبلغا وقدره خمسون دينار شهريا كان يصرفها على العلم وعلى المحتاجين.
وبعد أن دخل ابن دريد بغداد لم يغادرها قط حتى وافته المنية فيها في العام 321 للهجرة الموافق 933 ميلادي عن عمر يناهز ستة وتسعين عاما، قضاها في نشر العلم والأدب بين الناس، ولم يخرج في جنازته إلا عدد قليل من عشاقه، وبوفاته يسدل الستار على أحد أعلام الأدب في العصر العباسي.
أبرز أعماله:
الأشربة؛ الأمالي؛ كتاب الخيل الكبير؛ كتاب الخيل الصغير؛ كتاب السلاح؛ كتاب الأنواء.
إقرأ أيضاً: أرسطو – قصة حياة الفيلسوف والعالم اليوناني الكبير
أكتب تعليقك ورأيك