أدباء

ابن الأثير الجزري – قصة حياة صاحب كتاب الكامل في التاريخ

ابن الأثير الجزري
ابن الأثير الجزري

ابن الأثير الجزري كاتب ومؤرخ عربي من أكبر مؤرخي العصر العباسي، عاصر فترة صلاح الدين الأيوبي وقام بتسجيلها، وألف العديد من الكتب ومن أبرزها كتاب الكامل في التاريخ.

ولد عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الموصلي الشيباني عام 550 للهجرة الموافق 1160 ميلادي في جزيرة ابن عمر والتي تقع في شمال منطقة الجزيرة السورية، وفيها نشأ.

ابن الأثير الجزري

ابن الأثير الجزري

اهتم والده بتعليمه وتدريسه منذ الصغر، حيث علمه مبادئ القراءة والكتابة، كما قام بتحفيظه القرآن الكريم.

بعد ذلك قرر والده الانتقال نحو الموصل فرحلت العائلة معه نحو تلك المدينة والتي كانت منارة من منارات العلم في ذلك العصر، وفيها أتم تعليمه، فسمع الحديث من عبد الله بن أحمد الملقب بأبو الفضل وأبي يحيى الثقفي، ومن ثم زار بغداد أثناء عودته من الحج ونهل العلم من شيوخها كأبي القاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي، وعبد الوهاب بن علي الصدمي.

بعد ذلك قرر ابن الأثير الرحيل نحو دمشق وذلك ليواصل نهل العلم من علمائها، وظل فيها لفترة طويلة، يجالس العلماء، ويأخذ عنهم علوم الدين والحديث والفقه، وقابل خلال هذه الفترة عدد كبير من فقهاء الشام، وبعد أن قضى في الشام عدة سنوات قرر العودة نحو الموصل، وانقطع عن الناس في بيته ليبدأ في التأليف والتصنيف

درس ابن الأثير خلال رحلته الطويلة بين المدن الإسلامية الحديث والفقه، الأصول، الفرائض، المنطق، والقراءات، ولكنه تعمق بشكل خاص في دراسة الحديث الشريف والتاريخ، حتى غدا إماما من أئمة الحديث الشريف في عصره.

ومن خلال دراسته للتاريخ فقد اطلع على أنساب العرب وأصبح خبيرا بها، كما عرف أيام العرب، وسجل تاريخ الصحابة، ليجمع بذلك بين علمي الحديث والتاريخ.

يعد ابن الأثير من أهم المؤرخين، وألف عددا من الكتب في التاريخ ومن أبرزها كتاب الكامل في التاريخ، وهو كتاب في اثنا عشر مجلدا، وتناول في القسم الأول من هذا الكتاب حياة الناس في فترة ما قبل الإسلام وحتى ظهوره، أما في القسم الثاني من الكتاب فتناول فيه الفترة الممتدة ما بين ظهور الإسلام وحتى العام 628 للهجرة، وكان يسجل في هذا الكتاب بالطريقة الحولية، أي أنه يقوم بتسجيل أحداث كل سنة لوحدها، كما أقام توازنا في كتابه بين المشرق والمغرب، وسجل كافة الحوادث المحلية، كما قام بتسجيل أخبار الظواهر الجوية، كما تحدث عن سنوات القحط وعن الزلازل.

واستمر ابن الأثير يؤلف ويكتب الكتب التاريخية في الموصل حتى وافته المنية في العام 630 للهجرة الموافق 1233 ميلادي عن عمر يناهز ثلاثة وسبعين عاما، وبوفاته أسدل الستار عن أحد أعظم المؤرخين في العالم.

أبرز أعماله:

الكامل في التاريخ؛ التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية؛ أسد الغابة في معرفة الصحابة؛ اللباب في تهذيب الأنساب.

أكتب تعليقك ورأيك