أحمد مطر – قصة حياة أحمد مطر الشاعر العراقي الملقب بـ ملك الشعراء
شاعر ثائر حمل على عاتقه مبكرًا أعباء المواطن العربي البسيط في مواجهة بطش الأنظمة الحاكمة، فخرجت كلمات أحمد مطر كالرصاص الطائش مخترقة أجساد تلك الأنظمة والتي حاولت بدورها منع سيل قصائده بنفيه خارج حدود الوطن العربي، ولكنه رغم ذلك لم يستسلم ولم تركع أشعاره يومًا.
ولد أحمد مطر العام 1945 في قرية التنومة في مدينة البصرة العراقية لأسرة لديها 15 ابنًا، ثم انتقلت عائلته وهو صبيًّا إلى محلة الأصمعي، وبزغت موهبته الشعرية في سنّ الرابعة عشر عامًا وكانت قصائده الأولى تتناول الغزل، ولكنه غيّر مساره إلى أشواك السياسة وشارك في الاحتفالات العامة بإلقاء قصائده النارية.
التحريض العلني الذي كان يمارسه في أشعاره جلب له الكثير من المتاعب مع السلطة الحاكمة فاضطر في النهاية إلى الهجرة من العراق واتجه إلى الكويت، حيث عمل في القسم الثقافي في جريدة “القبس”، ولكنه استمر في كتابة قصائده ونشرت في الصحيفة دون حذف أيّة أبيات منها.
وهناك أيضًا التقى الفنان الثائر ناجي العلي وصارا صديقين ووجد كلّ منهما نفسه في الآخر وتوافقا الرأي في الكثير من القضايا الشائكة دون اتفاق مُسبق، ولكن الحدة التي صبغت أشعاره جعلته يطير إلى لندن العام 1986؛ للحصول على المزيد من حرية التعبير وبقي يعمل في مكاتب “القبس” الدولية، وبعد خلافات مع إدارة “القبس” انتقل إلى “الراية” القطرية.
وبعد قليل صارت أشعاره شائعة بل وانتشر ما يعرف بـ”مدرسة أحمد مطر” وصار الكتّاب يقتبسون أقواله في مقالاتهم والسياسيون يستعينون بها في مهرجاناتهم الشعبية؛ إذ تميزت أعماله بالغناء اللفظي وتنوع الصور الشعرية وجودتها، إلى جانب براعته في إبراز متناقضات الإنسان العربي وحُكامه، فلم يكن يومًا شاعر النخبة أو العامّة، فقد اعتاد انتقاد أي أمر لا يروق له دون استثناء.
وعن الشعر قال أحمد مطر “إنه ليس نظامًا عربيًا يسقط بموت الحاكم، كما أنه ليس بديلاً عن الفعل بل هو قرين له، إنه نوعًا من أنواع الفنون من مهماته التحريض والكشف والشهادة على الواقع والنظر إلى الأبعد، وهو بذلك يسبق الفعل ويواكبه ويضيء له الطريق ويحرسه من غوائل التضليل”.
ومن الأمور التي اشتهر بها أحمد مطر استلهامه أسلوب القرآن الكريم في بعض قصائده إلى جانب الاستعانة ببعض وقائع السيرة النبوية، وقد لقبه البعض “ملك الشعراء” لاسيما بعد نشر ديوانه “لافتات” الذي يهاجم الأنظمة الفاسدة وطبعه على نفقته الخاصة في لندن.
ومن أبرز أشعاره “إهانة” و”حالات” و”عقوبات شرعية” و”مشاجب” و”دمعة على جثمان الحرية” و”كلب الوالي” و”السلطان الرجيم” و”انتفاضة مدفع” و”المظلوم” و”إلى من يهمه الأمر”.
في نجومي المزيد من سير مشاهير الشعر والأدب، نقترح عليك مطالعة قصة حياة غسان كنفاني الصحافي والأديب الفلسطيني .
أكتب تعليقك ورأيك