أدباء

أحمد فارس الشدياق – قصة حياة صاحب الرواية العربية الأولى

أحمد فارس الشدياق
أحمد فارس الشدياق

أحمد فارس الشدياق واسمه الكامل أحمد فارس بن يوسف بن يعقوب بن منصور بن جعفر بن المقدم رعد بن المقدم خاطر الحصروني الماروني، أديب وشاعر كبير، يعد من أعلام عصر النهضة، كما أنه يعد صاحب الرواية العربية الأولى والتي كانت بعنوان الساق على الساق فيما هو الفارياق.

ولد في العام 1804 في بلدة عشقوت اللبنانية لعائلة تحب العلم، وأحب أديبنا العلم منذ الصغر وبدأ دراسته في مدرسة عين ورقة والتي كانت من أهم مدارس عصر النهضة، وفي هذه المدرسة درس اللاهوت، اللغة العربية، اللغة السريانية، بالإضافة إلى علوم البلاغة والمنطق.

كان أديبنا ملازما لأخيه أسعد والذي اعتنق المذهب البروتستانتي على يد المبشر الأمريكي إسحاق يبرد، فاعتنق أحمد فارس الشدياق هذا المذهب أيضا، الأمر الذي جعل والدته تغضب عليه وعلى أخيه، وتم سجنه أخيه أسعد في دير قنوبين أما أديبنا فقد تمكن المبشر إسحاق يبرد من تهريبه نحو مصر.

وفي العام 1826 سافر أديبنا نحو مصر وبحوزته كتاب من المبشر الأمريكي لمبشر آخر في الإسكندرية، وكان مضمون الكتاب أن يقوم المبشر بمساعدة هذا الأديب بالسفر نحو مالطا، وسافر أديبنا نحو مالطا، واستقر فيها لمدة عام عمل فيها تعلم خلالها اللغة الإنجليزية، لكن جو مالطا الرطب أصابه بعدة أمراض فعاد إلى مصر.

أحمد فارس الشدياق

أحمد فارس الشدياق

بعد أن عاد إلى مصر التحق بالجامع الأزهر وتعلم البلاغة، علوم اللغة، النحو والصرف، بالإضافة إلى الأدب، كما ساهم الشيخ محمد شهاب الدين في تعليمه الفقه والشعر، وفي تلك الفترة بدأ يعمل في جريدة الوقائع المصرية.

تميز أحمد فارس الشدياق بكثرة رحلاته وأسفاره نحو أوروبا، ففي العام 1843 عاد مرة أخرى إلى مالطا ودرس في كلية فاليتا، وفيها قام بتأليف كتابه الأول في مجال أدب الرحلات والذي حمل عنوان الواسطة في معرفة أحوال مالطا، وبعد خمس سنوات زار أديبنا بريطانيا بدعوة من جمعية ترجمة الأسفار المقدسة وهناك عمل في مجال الترجمة، ومن بريطانيا رحل نحو فرنسا، ودفعته رحلته في أوروبا إلى تأليف كتاب كشف المخبأ عن فنون أوروبا، وكان واضحا فيه تأثره بالنهضة الأوربية والتي سعى إلى تطبيقها في البلاد العربية، وفي العام 1855 قام بتأليف كتابه الأشهر الساق على الساق فيما هو الفرياق والذي يعد الرواية الأولى في اللغة العربية، وتحدث خلال هذا الكتاب عن الظواهر الاجتماعية والثقافية في أوروبا، كما أنه قام بنقد هذه الظواهر.

وبعد أن أنهى رحلته في أوروبا عاد واستقر في مصر، وفي العام 1875 دعاه باي تونس إلى زيارتها، وفي تونس اعتنق الإسلام ولقب بالشيخ، ومن ثم سافر نحو الأستانة بدعوة من السلطان العثماني وظل فيها حتى وافته المنية في العشرين من أيلول ( سبتمبر) عام 1887 عن عمر يناهز ثلاثة وثمانين عاما، وبوفاته أسدل الستار على علم من أعلام النهضة العربية.

أبرز أعماله:

الساق على الساق فيما هو الفرياق؛ الواسطة في أحوال مالطة؛ سند الراوي في النحو الفرنساوي؛ سر الليال في القلب والإبدال؛ اللفيف في كل معنى طريف.

إقرأ أيضاً: قسطاكي الحمصي – قصة حياة شيخ أدباء حلب

أكتب تعليقك ورأيك