أدباء

نيقولاي غوغول – قصة حياة نيقولاي غوغول الروائي الروسي الكبير

نيقولاي غوغول
نيقولاي غوغول

نيقولاي غوغول كاتب، أديب، روائي، وشاعر، ومسرحي روسي، يعد واحدا من أعظم الأدباء الذين أنجبتهم روسيا، اشتهر برواياته الرائعة، ومن أبرز رواياته رواية الأرواح الميتة.

ولد في الأول من نيسان ( أبريل) عام 1809 في قرية سورتشينتسي الواقعة قرب مدينة بولتافا الأوكرانية، وفيها نشأ.

عاش طفولته بين الفلاحين الأوكران، فتعلم تقاليد هذا الشعب وفلكلوره الرائع.

والده كان كاتب مسرحيات، وأراد لولده أن يكون متعلما فأرسله إلى المدرسة العليا في مدينة نيجين، وفي هذه المدرسة بدأت مواهبه الأدبية في التفتح، حيث تم نشر أشعاره في إحدى المجلات وهو في سن الثانية عشرة.

وفي العام 1828 تخرج نيقولاي غوغول من المدرسة، ليبدأ بشق طريقه في الحياة، وعانى كثيرا في بداية الأمر، حيث رحل إلى العاصمة سان بطرسبورغ ليبحث عن عمل في السلك الحكومي، لكنه لم يحصل على أي عمل، فحاول العمل كممثل، وفشل أيضا، فحاول أن يكتب ديوان شعر عاطفي وينشره على حسابه، لكنه أيضا فشل مما حرى به لجمع كافة نسخ الديوان وحرقها، وكان من الطبيعي نتيجة الخيبات السابقة أن تتدهور حالة أديبنا المادية، لذلك قرر الهجرة نحو أمريكا.

الطريق نحو أمريكا كان يتطلب من أديبنا الوصول أولا إلى ألمانيا ومنها يكمل المشوار نحو أمريكا، لكن الفشل لاحقه في هذه الرحلة، فبعد أن وصل إلى ألمانيا أفلس، ولم يبقَ معه من المال ما يكفي لمتابعة السفر نحو أمريكا، فعاد يجر أذيال الخيبة إلى سان بطرسبرج .

نيقولاي غوغول

نيقولاي غوغول

بعد كل هذه الخيبات وجد أديبنا عملا في وظيفة حكومية بمرتب بسيط جدا، وبعد ثلاثة أشهر وجد عملا آخر في وظيفة حكومية أخرى، ومن ثم وجد عملا كمدرس للتاريخ في مدرسة داخلية للبنات، وهنا بدأت أحواله بالتحسن.

أثناء قيام بتدريس التاريخ بدأ يكتب القصص في المجلات، وتحدثت هذه القصص عن الحياة في أرياف أوكرانيا، وعن معاناة الفلاحين، ويبدو أن طفولته قد أثرت فيه، كما أنه اتبع أسلوب والده في إدخال الألفاظ والأمثال الشعبية الأوكرانية بأسلوب مضحك في قصصه، كان هذا الأسلوب جديدا في الأدب الروسي الأمر الذي جعله وبشكل مفاجئ يصبح أديبا مشهورا، ليكتب في الفترة الممتدة ما بين عامي 1831 و1832 ثمان حكايات تم نشرها في مجلدين بعنوان أمسيات في مزرعة قرب ديكانكا، الأمر الذي زاد من لمعان نجمه، وأصبح حديث الأدباء والنقاد.

وفي العام 1834 ونتيجة لشهرته تم تعيينه أستاذا مساعدا في أدب العصور الوسطى، ولكنه لم يجد نفسه في هذا العمل فتركه وتفرغ للكتابة، حيث ظل يكتب الروايات والقصص ويؤلف المسرحيات والتي كان أبرزها مسرحية المفتش العام والتي هاجم خلالها النظام البيروقراطي الفاسد في عهد القيصر نيقولا الأول، وبعد أن عرضت المسرحية في العام 1836، لكن الضجة التي أثارتها هذه المسرحية دفعته للرحيل نحو العاصمة الإيطالية روما والتي عاش فيها حتى العام 1842، وكانت فترة حياته في روما جميلة حيث وجد فيها الهدوء والراحة والسكينة.

أصاب هذا الأديب وسواس ديني حيث اعتقد أن الله قد أرسله لإخراج روسيا من الفساد من خلال إضحاك الناس، لكنه توصل لقناعة مفادها أن الله لا يريده أن يكون هو من يوصل روسيا نحو الخير، فانعزل الناس وأصبح يصلي كثيرا ليكفر عن ذنوبه، حتى أنه ذهب إلى بيت المقدس ليحج وذلك في العام 1848، وبعدها عاد واستقر في موسكو.

في موسكو التقى بالأب ماتفي كنستنينوفسكي والذي كان متطرفا دينيا والذي سيطر على عقل نيقولاي غوغول وطلب منه حرق الجزء الثاني من رواية أرواح ميتة فقام بحرقه، وفي الرابع والعشرين من شباط ( فبراير) عام 1852 توفي أديبنا العظيم عن عمر يناهز 42 عاما، وكان السبب الرئيسي لوفاته الصيام عن الطعام لعشرة أيام، وبوفاته خسر الأدب الروسي والعالمي واحدا من أعظم الأدباء في العالم.

أبرز أعماله:

المفتش العام؛ المعطف؛ الأرواح الميتة؛ ليلة الكريسماس؛ ملاك الزمان.

إقرأ أيضاً: فولفغانغ أماديوس موزارت – قصة حياة موزارت الموسيقي العبقري

أكتب تعليقك ورأيك