ولد نجيب محفوظ في حارة درب قرمز بحي الجمالية بالعاصمة المصرية القاهرة في 11 ديسمبر 1911 م.
والده الموظف الحكومي عبد العزيز إبراهيم، ووالدته ربة المنزل السيدة فاطمة قشيشة إبنة أحد علماء الأزهر الشريف الشيخ إبراهيم قشيشة.
نجيب محفوظ – قصة حياة نجيب محفوظ وحكايته مع جائزة نوبل
ولادته كانت متعسرة وكادت تودي بحياة أمه وقد ساهم في إنقاذها تدخل الطبيب الشهير آنذاك نجيب باشا محفوظ الذي أكرمه الوالد بتسمية إبنه على إسمه ومن هنا جاء إسم الأديب نجيب محفوظ.
كان الطفل أصغر إخوته الستة ( أربعة ذكور، واثنين من الإناث) والفارق بينه وبين أقربهم إليه يزيد عن عشر سنوات، فكان الوحيد في المنزل وحظي بالاهتمام والدلال.
ولم ينشأ الفتى في أسرة مثقفة فوالده لم يقرأ في حياته إلا كتاب واحد، ووالدته ربة منزل تقليدية. وفي زمنه كان التعليم حكراً على أبناء الطبقة الراقية لما له من تكاليف باهظة لكن مع هذا كان نجيب محفوظ محظوظاً فقد اعتنى والده بتعليمه وألحقه بكبرى مدارس القاهرة، ولما أظهر الصغير نبوغاً وتفوقاً تابع والده تعليمه حتى التحق بجامعة القاهرة سنة 1930 م ليتخصص في دراسة الفلسفة ويحصل فيها على الماجستير بتقدير مرتفع، ليبدأ بعدها رحلته مع الكتابة والأدب.
تزوج نجيب محفوظ “عطية الله إبراهيم” وأنجب منها ابنتيه “أم كلثوم” و “فاطمة” لكنه احتفظ بزواجه سرياً لمدة تزيد عن عشر سنوات ولم يكشفه لأقرب المقربين ولم يعرف أحد سر إخفائه لهذا الأمر.. ومن كشف سر هذا الزواج كان صديقه الشاعر صلاح جاهين.
في مطلع الثلاثينات من عمره ومع تخرجه من الجامعة، بدأ نجيب محفوظ مسيرته المهنية بنشر مجموعات من القصص القصيرة على صفحات مجلة الرسالة وذلك قبل أن ينشر أولى رواياته الخاصة سنة 1939 والتي حملت اسم “عبث الأقدار” ثم أتبعها بروايتي “كفاح طيبة و “رادوبيس” ثم انتقل لتغيير نمط كتابته فبدأ بروايات الأدب الواقعي التي ساهمت في إشهاره فبدأ مع رواية “السراب” و “بداية ونهاية” و “زقاق المدق” إلى جانب ثلاثيته الشهيرة (بين القصرين وقصر الشوق والسكرية).
سنة 1950 نشر نجيب محفوظ رواية أولاد حارتنا على حلقات مسلسلات في جرية الأهرام، أثارت الرواية جدلاً واسعاً وأغضبت رجال الدين والأزهر الشريف بسبب تناولها للذات الالهية. وتم منع نشر الرواية ككتاب في مصر فطبعت في لبنان ونشرت هناك سنة 1962 عن دار الآداب ومنع إدخالها إلى مصر.
وكُفّر نجيب محفوظ بسببها واتهم بالإلحاد والزندقة، وبسببها أيضاً تعرض الرجل لمحاولة اغتيال على يد شابين حاولا ذبحه بسكين وذلك في أكتوبر 1994 إلا أنه نجى ليعلّق لاحقاً بأنه يشفق على من حاول اغتياله ويرى أنه ضحية التطرف الديني والأفكار المتطرفة التي لا تمت للدين الإسلامي بصلة. ولاحقاً تم إعدام الشابين رغم قوله بأنه غير حاقد عليهما ويتمنى لو أنهما لم يُعدما.
لكن الرواية التي كادت تودي بحياته كانت هي نفسها الرواية التي أهّلته للفوز بجائزة نوبل للآداب عام 1988 م.
إنقطع بعدها أديبنا عن الكتابة لسنوات طويلة قبل أن يعود برواية الحرافيش التي نالت شهرة واسعة.
كانت علاقة نجيب محفوظ بالسينما علاقة وطيدة، فقد عمل الرجل كاتب سيناريو وهو أكثر أديب عربي حوّلت نصوصه إلى أفلام سينمائية، ومن بينها نذكر:
- فيلم الطريق بطولة تحية كاريوكا ورشدي أباظة
- فيلم اللص والكلاب بطولة كمال الشناوي وشكري سرحان
- الثلاثية بطولة يحيى شاهين وإخراج حسن الإمام
- القاهرة 30 المأخوذة عن رواية القاهرة الجديدة بطولة شادية وحمدي أحمد
خلال حياته الأدبية والمهنية نال نجيب محفوظ العديد من الجوايز والتكريمات على أعماله نذكر منها:
- جائزة قوت القلوب الدمرداشية لعام 1944 م عن رواية رادوبيس.
- جائزة وزارة المعارف لعام 1944 م عن رواية كفاح طيبة.
- جائزة الدولة التقديرية للآداب عام 1968 م عن مجمل أعماله.
- وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1972 م لمكانته الأدبية.
- جائزة كفافيس عام 20014 م .
- جائزة نوبل في الأدب عام 1988 عن مجمل أعماله وهو أول عربي يحصل على هذه الجائزة.
سنة 1996 م أنشأ قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة جائزة باسم نجيب محفوظ تمنح لرواية مختارة يحصل صاحبها على ألف دولار أمريكي وتتم ترجمة روايته إلى الانجليزية.
وتتم إقامة احتفال خاص بهذه الجائزة بشكل سنوي في 11 ديسمبر وهو تاريخ ميلاد الأديب نفسه.
وقد فاز بها أول مرة الأديبان إبراهيم عبد المجيد ولطيفة الزيات مناصفة، أما آخر من حصل عليها فهو حمور زيادة سنة 2014 عن روايته شوق الدراويش.
توفي نجيب محفوظ في 30 أغسطس 2006 م بعد مشاكل صحية متعددة في الكلى والجهاز التنفسي وعانى من قرحة نازفة في المستشفى طيلة عشرين يوماً قبل أن يرحل عن عالمنا.
وتم تشييع جثمانه من مسجد الحسن بحي الجمالية مسقط رأسه وذلك في جنازة شعبية، وقد تولى الصلاة عليه إمام الأزهر آنذاك محمد سيد طنطاوي، ثم نُقل الجثمان إلى مسجد آل رشدان بمدينة نصر ليتم تشييعه مرة أخرى في إطار جنازة عسكرية رسمية، ثم وُري الثرى في مدافن البساتين بالقاهرة.
رحل نجيب محفوظ تاركاً الكثير من الأعمال التي تخلّد تاريخ مصر وأحداث المجتمع وتقلّباته ومن بينها:
- رواية ثرثرة فوق النيل صدرت عام 1966 م
- رواية ميرامار صدرت عام 1967 م
- خمارة القط الأسود وهي مجموعة قصصية.
- تحت المظلة وهي مجموعة قصصية.
- حكاية بلا بداية ولا نهاية وهي مجموعة قصصية.
- رواية المرايا.
- رواية الكرنك.
- رواية الحب تحت المطر.
- شهر العسل وهي مجموعة قصصية.
إذا أعجبتك قصة حياة نجيب محفوظ لا تنس مشاركتها مع أحبائك في فيسبوك وتويتر.
في نجومي سير أخرى للمشاهير، نقترح عليك قراءة قصة حياة باسم يوسف.
[…] في نجومي سيرة حياة أدباء آخرين، نقترح عليك قصة حياة نجيب محفوظ. […]