محمد بيرم الخامس عالم، رحالة، مفكر، مؤرخ تونسي كبير، يعد واحدا من أهم العلماء العرب في القرن التاسع عشر، وكان لأعماله دورا كبيرا في النهضة العربية، وكان جزءا من الحركة الإصلاحية القرن التاسع عشر.
ولد في العام 1840 في تونس لعائلة ترجع بأصولها إلى أصول تركية، وكان عائلته من العائلات الأرستقراطية، والتي تعد من الأشراف وتعود بنسبها إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكان والده أحد علماء الدين والفقهاء، ومنه استمد عالمنا حب العلم والرغبة في الاطلاع عليه.
درس محمد بيرم الخامس في جامع الزيتونة الشهير، فتعلم القرآن، والتفسير، والحديث من الشيخ سالم بوحاجب، ومن ثم درس البلاغة على يد عمه محمد بيرم الرابع.
وفي العام 1875 منحه الوزير الأكبر خير الدين باشا قيادة المطبعة الرسمية في تونس، كما عهد إليه بتنظيم المكتبة العبدلية، وذلك نظرا لما رأى فيه من آراء وأفكار إصلاحية مميزة.
بعد ذلك بدأ محمد بيرم الخامس رحلة إلى أوروبا في العام 1876، وذلك بسبب المرض، فزار إيطاليا، وفرنسا واستفاد خلال من فترة علاجه في الاطلاع على الحضارة الأوربية، وعاد إلى بلاده في العام 1877، وتم تعيينه على رأس المستشفى الصادقي، وفي العام 1879 استقال من هذا المنصب، وتم تعيينه كعضو في المجلس الدستوري برفقة العربي زروق.
وبعد أن وقعت تونس تحت الاحتلال الفرنسي غادر محمد بيرم الخامس بلاده واتجه نحو استانبول، وكان ذلك في العام 1881، وفي العام 1884 غادر استانبول نحو مصر، وفي مصر وجد المناخ المناسب لنشر أفكاره الإصلاحية، فقام بتأسيس صحيفة الإعلام وذلك في العام 1888، ومن ثم تولى منصب القضاء في محكمة مصر الابتدائية الأهلية.
تميز محمد بيرم الخامس بفكره المتطور، حيث عاب على الأمة العربية حالة الجمود التي تعيش فيها، ودعا الناس إلى التمسك بالإسلام والأصالة والانفتاح على الآخرين، ورأى أن الانفتاح على الحضارة الغربية لن يضر بالإسلام مادام الشخص متمسك بإيمانه بشكل جيد.
توفي محمد بيرم الخامس في الثامن والعشرين من تشرين الثاني ( أكتوبر) عام 1889 في مدينة حلوان المصرية عن عمر يناهز تسعة وأربعين عاما، قضاها في الترحال ونشر الفكر الإصلاحي، وتخليدا لذكراه قام البريد التونسي في الثامن والعشرين من تشرين الثاني( أكتوبر) عام 1989 بإصدار طابع بريدي باسمه، وذلك بمناسبة مرور مئة عام على وفاته.
أبرز أعماله:
صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار والأقطار؛ التحقيق في مسألة الرقيق؛ سكنى دار الحرب؛ مختصر فن العروض.
إقرأ أيضاً: محمد باي بلعالم – قصة حياة العلامة الجزائري الكبير
أكتب تعليقك ورأيك