أدباء

فيودور دوستويفسكي – قصة حياة مؤلف رواية الجريمة والعقاب

فيودور دوستويفسكي
فيودور دوستويفسكي

فيودور دوستويفسكي روائي، كاتب قصص، صحفي، وفيلسوف روسي مشهور، يعد واحدا من أعلام الأدب الروسي، تميزت روايته بفهما للنفس البشرية، ألف العديد من الروايات من أشهرها الجريمة والعقاب، والأخوة كارامازوف.

ولد في الحادي عشر من تشرين الثاني ( نوفمبر) عام 1821 في العاصمة الروسية موسكو وفيها نشأ.

والده هو ميخائيل دوستويفسكي، أما والدته فهي ماريا دوستويفسكايا تعد عائلته من أصول ليتوانيا نبيلة وبالتحديد من مدينة بينسك.

أحب الأدب منذ الصغر وفي سن الثالثة بدأ يطلع على الملاحم الأدبية والقصص الأسطورية والتي كانت تطلع عليه مربيته ألينا فرولوفنا، بعد ذلك بدأ بتعلم الكتاب المقدس، وفي العام 1833 أرسله والده إلى مدرسة داخلية في فرنسا، ومنها انتقل إلى مدرسة تشيرماك الداخلية.

وشهد العام 1837 وفاة والداته بسبب إصابتها بمرض السل، مما سبب حزنا كبيرا لأدبينا، بعد ذلك أرسله والده لدراسة الهندسة العسكرية في مدينة سان بطرسبرغ برفقة أخيه والذي لم يتم قبوله لأسباب صحية.

لم تحقق الدراسة في الأكاديمية العسكرية طموحات أديبنا فهو لا يحب العلوم، الرياضيات والهندسة العسكرية، بل يعشق الرسم والهندسة المعمارية.

فيودور دوستويفسكي

فيودور دوستويفسكي

وفي العام 1843 تخرج فيودور دوستويفسكي من الأكاديمية وعمل كملازم مهندس، وبالإضافة إلى عمله فقد شرع أديبنا بكتابة الروايات، وفي العام 1845 أعلن عن ولادة روايته الأولى والتي حملت عنوان المساكين.

وبعد أن لمس نجاح روايته الأولى قرر الاستقالة من السلك العسكري والتفرغ للأدبي فقدم استقالته في العام 1846.

بعد ذلك انتمى وتنبى الاشتراكية بعدما أن اطلع على أعمال فورييه، كابيه، برودون، وسايمون.

أصيب هذا الأديب بمرض الصرع، وكانت نوبات الصرع تأتيه بين الحين والآخر، وعلى الرغم من ذلك فإنه واصل كتاباته، وقام بنشر عدد من القصص القصيرة في المجلات في الفترة ما بين عامي 1846 و1848.

وفي العام 1849 نشر الجزء الأول والأخير من روايته نيتو تشكا نزفا نوفنا، والتي لم يكملها بسبب نفيه إلى سيبيريا، أما سبب النفي فيعود لانضمامه لمجموعة بيتراشيفسكي والتي كانت تضم مجموعة من المفكرين والأدباء والمهندسين والأطباء والعسكريين الرافضين للاستبداد القيصري، وقد حكم عليهم بالإعدام في مدينة سان بطرسبرغ، وقبل تنفيذ الحكم بلحظات صدر مرسوم قيصري استبدل من خلال حكم الإعدام بالأعمال الشاقة لمدة أربع سنوات في مقاطعة أومسك بسيبيريا.

وفي العام 1854 نال أديبنا حريته، وانكب على قراءة كتب فيجو، جيزو، كانط، وهيغيل، وفي العام 1861 أصدر رواية بيت الموتى، وتحدث فيها عن حياته في السجن، وكانت هذه أول رواية تروي واقع السجون الروسية.

وفي العام 1862 انطلق فيودور دوستويفسكي في رحلة إلى أوروبا الغربية وزار خلالها عدد كبير من مدن وعواصم أوروبا الغربية، وفيها التقى بحبيبته بولينا سوسلوفا في باريس.

وفي العام 1846 تعرض أديبنا لمأساة بوفاة زوجته وشقيقه فأصبح المعيل الوحيد لعائلة لشقيقه، فعمل على تأسيس مجلة فريميا، لكن منع إصدار هذه المجلة أدى إلى تردي حالته المادية، وأوشك الإعلان عن إفلاسه لولا مساعدات أقاربه.

وفي العام 1866 عاد أديبنا إلى سان بطرسبرغ بعد أن نشر قبل عودته الجزء الأول والثاني من روايته الشهيرة الجريمة والعقاب.

ومن ثم تعرف على آنا غريغوري سنيتكينا والتي أصبحت زوجته الثانية وواحدة من أهم مؤرخي سيرته، وأعلن عن زواجه منها في العام 1867، وأقام شهر العسل في مدينة برلين، ومن ثم استغل وجودوه في ألمانيا وزار عددا من المدن الألمانية.

بعد ذلك انتقل إلى جنيف وفي العام 1868 غادرها نحو فيفي، ومنها إلى ميلانو، وأخيرا استقر به المطاف في عاصمة النهضة فلورنسا وفيها أنهى رواية الأبله في العام 1869.

وفي العام 1871 عاد فيودور دوستويفسكي إلى روسيا وتحديدا إلى مدينة سان بطرسبرغ، ولقد عانى من المشاكل المالية وكثرة الديون، فقام بتأسيس شركة دوستويفكسي للنشر وأنهى كتاب الشياطين وباع 3000 نسخة منه، وكان يطبع الكتاب في منزله ويبيعه نقدا.

بعد ذلك بدأ بنشر أعماله في مجلة المواطن وكان ذلك في العام 1873، وفي العام 1874 ترك العمل.

وفي بداية العام 1876 بدأ يعمل على كتابة مذكراته، وفي ذات العام أصيب بمرض ضيق التنفس، وفي العام 1877 أصابته أربع نوبات من الصرع.

وفي السادس والعشرين من كانون الثاني ( يناير) عام 1881 أصيب أديبنا بتمزق رئوي حاد، ولم يتمكن الأطباء من علاجه ليفارق أديبنا الحياة في التاسع من شباط (فبراير) عام 1881 عن عمر ناهز الستين عاما، قضاها في الكتابة والإبداع.

أبرز أعماله:

الجريمة والعقاب؛ بيت الموتى؛ الشبيه؛ ربة البيت؛ حلم العم؛ مذلون مهانون؛ الإنسان الصرصار؛ المقامر؛ الأبله؛ الزوج الأبدي؛ الشياطين؛ مراهق؛ الأخوة كارامازوف ؛ قلب ضعيف.

شاهد المزيد عن حياته في الفيديو التالي

 

إقرأ أيضاً: رفاعة الطهطاوي – قصة حياة رفاعة الطهطاوي رائد النهضة الفكرية

أكتب تعليقك ورأيك