أدباء

حمودة بن ساعي – قصة حياة الفيلسوف الجزائري الكبير

حمودة بن ساعي
حمودة بن ساعي

حمودة بن ساعي واسمه الحقيقي محمود بن ساعي فيلسوف ومفكر إسلامي جزائري، يعد أحد ألمع المفكرين الجزائريين في القرن العشرين، وقدم العديد من الأعمال في مجال الفلسفة والدين.

ولد في العام 1902 في مدينة باتنة الواقعة في ولاية باتنة الجزائرية وفيها نشأ.

كانت عائلته من العائلات المحافظة، والتي تلتزم بتعاليم الدين الإسلامي، وأحب فيلسوفنا العلم منذ الصغر، وبدأ يتلقى العلم في كتاتيب منطقته، وفي الزوايا المنتشرة فيها، وبعد أن نهل كل العلوم الموجودة في منطقته انتقل نحو مدينة قسنطينة برفقة أخيه صالح بن ساعي، وفي هذه الفترة تفتحت مواهبه، حيث درس عددا كبيرا من العلوم، وازدادت أفكاره الفلسفية نضوجا، وأصبح من المفكرين المهمين في الجزائر باعتراف شيوخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

حمودة بن ساعي

حمودة بن ساعي

بعد ذلك تمكن حمودة بن ساعي من السفر نحو فرنسا وبالتحديد نحو العاصمة باريس ليحقق أحلامه ويكمل دراسته في جامعة السوربون الشهيرة، وفي فرنسا اطلع على الثقافة الغربية، وكان حذرا كثيرا في التعامل معها، حيث سعى للحفاظ على الثقافة العربية الإسلامية، وعمل على الدمج ما بين الثقافة الغربية والثقافة الإسلامية بطريقة تبقى الهوية الإسلامية من خلالها ظاهرة وطاغية.

إقرأ أيضاً:  ابن الخياط - قصة حياة ابن الخياط شاعر المديح

كما عمل أثناء في فترة تواجده في فرنسا على لم شمل الطلاب المغاربة، وبدأ بإلقاء الدروس والمحاضرات عليهم والتي يدعوهم من خلالها إلى عدم الانجراف خلف الحياة الأوربية ونسيان الدين الإسلامي، وتعاليمه، كما دعاهم إلى الاستفادة من الحضارة الغربية بما يتناسب مع الإسلام.

وأثار توجه حمودة بن ساعي الإصلاحي المحافظ الريبة شوك الفرنسيين، الأمر الذي أثر على دراسته في جامعة السوربون، حيث منعته السلطات الفرنسية من مناقشة أطروحة الدكتوراه التي قام بإعدادها، الأمر الذي أصابه بصدمة نفسية كبيرة ألقت بظلالها على الجزء المتبقي من حياته.

وتحت ظل ضغوط الفرنسيين عاد فيلسوفنا إلى الجزائر واستقر في مسقط رأسه باتنة، وفيها تعرض للإهمال بسبب سلطات الاحتلال الفرنسي، والتي خشيت من أفكاره فعمدت إلى أسره وتعذيبه الأمر الذي ترك آثارا نفسية سيئة على نفسيته وعلى جسده حيث أصيب بآلام في الظهر.

إقرأ أيضاً:  نجيب محفوظ - قصة حياة نجيب محفوظ وحكايته مع جائزة نوبل

وأكمل حمودة بن ساعي باقي أيام حياته في مدينته يعمل ككاتب عمومي في إحدى المقاهي مقابل مبلغ مالي لا يكفي لسد الرمق، وظل على هذه الحال حتى وفاته والتي كانت في العام 1998 عن عمر يناهز ستة وتسعين عاما قضاها في نشر فكره الإسلامي والفلسفي، وعانى فيها كثيرا من الإهمال والفقر، وبوفاته أسدل الستار على فيلسوف من أهم فلاسفة الجزائر.

إقرأ أيضاً: بيكو ديلا ميراندولا – قصة حياة الفيلسوف الإيطالي المميز

أكتب تعليقك ورأيك