ولد الشاعر الياس أبو شبكة سنة 1903 في بروفيدانس بالولايات المتحدة أثناء سياحة قام بها والده. عاد إلى قريته الذوق بكسروان وهو طفل.
الياس أبو شبكة – قصة حياة الشاعر اللبناني الياس أبو شبكة
تعلم في مدرسة عينطورة عام 1911، توقف عن الدراسة عندما وقعت الحرب العالمية الأولى ، وبعد انتهائها تابع تحصيل علومه عاماً واحداً في مدرسة الإخوة المريميين بجونية، ثم عاد إلى مدرسة عينطورة. حيث كان يعرف عنه بتمرًده على معلًميه.
كان والده ثرياً فاغتاله اللصوص سنة 1914 م، في مصر وبسب فقدانه الثروة عاش كادحاَ فأشتغل في التدريس وكتابة المقالات والترجمة. نمى قريحته الشعرية بعد تأثره بوفاة والده فنظم الشعر في سن المراهقة بعد تأثًره بخاله خليل غصن وخال أمه الياس فرزان، وهما من شعراء المهجر كما تأثًر بالشاعر أمين تقي الدين بعد أن تعرف إليه سنة 1922 فكان يأخد بنصائحه.
اتضح نضج الياس أبي شبكة شعرياً من خلال ديوانه المشهور (أفاعي الفردوس) سنة 1938، الذي كان له وقعاً بين المثقفين العرب، إذ رسم بمهارة فنية عالية لوحات نابضة بالحياة لحالته النفسية الثائرة، من حيث الواقعية والتصوير الحسي بلغة مبتكرة، ومن حيث التمرد والانفعال والتوتر والقلق العاصف.
كان الياس أبو شبكة يعتبر شاعراً رومنطيقياً بل زعيم الشعراء الرومنطيقيين في لبنان، متأثرا بالشعراء الفرنسيين لكنه تميز عنهم برومنطيقيته واختلفت وجهة نظره عن وجهة نظرهم، حيث يقول صلاح لبكي بأنه شاركهم في عرض الذات ثم شاركهم في بعض نظراتهم إلى الطبيعة التي أضفى عليها من إحساسه وأسبغ عليها من أنفاسه واتخذها مسرحا ً لآلامه وأحلامه، وإن لم يكن قد رأى فيها كما رأوا أماً حنونا ً تشاطرنا الأفراح والأتراح.
والقصيدة عند أبي شبكة كلٌ لا يتجزأ، بل هي وحدة فنية متناسقة في الشكل والمضمون. أما الموسيقى في رأيه لا ينبغي جعلها أساسا ً للشعر، فهي عنصر من الشعر لا كله. لم يكن معجباً بأسلوب الغموض السائد عند الشعراء الرمزيين لأنه يعتبره من الشعر الدخيل على الأدب العربي، فجو الشرق واضح مشرق حيث لا مبرر للغموض في خيال شعرائه “.
ورغم انشغال شاعرنا في الصحافة والترجمة بالرغم من حياته القصيرة فقد ترك أبو شبكة ثمانية دواوين شعرية منها: “القيثارة”، “أفاعي الفردوس” و”غلواء”. وكانت لأبي شبكة أعمالا ً نثرية منها: ” طاقات زهور” و” العمال الصالحون”.
اخيرا: إنّ الياس أبو شبكة سقى القصيدة من دمه حتى أصيب بفقر الدم فتوفي سنة 1947 بين أحضان حبيبته وزوجته أولغا التي ظلت وفية له طوال حياتها. وهو من قال: ” اجرح القلب واسق شعرك منه ***** فدم القلب خمرة الأقلام”.
إذا أعجبتك هذه المقالة لا تنس مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك (فيسبوك، تويتر) لنشر المعلومة بين الأصدقاء.
في نجومي المزيد من سير الأدباء والشعراء، نقترح عليك مطالعة قصة حياة نزار قباني شاعر المرأة في العصر الحديث.
أكتب تعليقك ورأيك