أدباء

الحارث بن حلزة اليشكري – قصة حياة شاعر من شعراء المعلقات

الحارث بن حلزة اليشكري
الحارث بن حلزة اليشكري

الحارث بن حلزة اليشكري – قصة حياة شاعر من شعراء المعلقات

الحارث بن حلزة بن مكروه بن يزيد ين كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل بن نزار ، والمعروف بـ الحارث بن حلزة اليشكري ، شاعر من أبرز الشعراء الجاهليين ، تعد معلقته التي قام بارتجالها بين يدي الملك عمرو بن هند ملك الحيرة مثالا للفخر ، وجمع فيها عددا كبيرا من أخبار العرب ووقائعهم .

ولد الشاعر في قبيلة يشكر ، وكان أحد الأسياد في قومه ، وكان الشعر منتشرا بين أفراد العائلة ، فلم يكن الحارث بن حلزة الشاعر الأول .

نشأ في قبيلته ، وتعلم فنون القتال حتى أصبح فارسا لا يشق له غبار ، كما تمتع بالأخلاق الكريمة ، فكان يغيث الملهوف ويكرم الضيف .

الحارث بن حلزة اليشكري

الحارث بن حلزة اليشكري

كان الحارث بن حلزة من الأشخاص الذين يفتخرون بقومهم حتى ضرب به المثل بالافتخار فقيل أفخر من الحارث بن حلزة ، وعلى الرغم من قلة شعره إلا أنه ارتجل معلقة تعد من أبرز معلقات العصر الجاهلي ، ويعود سبب ارتجاله لهذه المعلقة الرد على التغلبيين وبالتحديد عمرو بن كلثوم والذين اتهموا بني بكر ظلما ، فثارت حمية الشاعر وطلب من الملك عمرو بن هند أن يسمع شعره ، فوضع الملك بينه وبين الحارث ستارا من سبع طبقات وذلك لأن الحارث كان أبرص ، وبدأ الحارث في ارتجال معلقته ، فأنشأها على البحر الخفيف ، وبدأ فيها بالوقوف على الأطلال كعادة الشعراء في العصر الجاهلي ،ثم دخل في مضمون المعلقة فكذب أقوال التغلبيين ، وافتخر بقومه أشد الفخر ، ومن شدة جمال المعلقة كان الملك يأمر بإزالة الستار واحد تلو الآخر حتى أزالها كلها والحارث يلقي الشعر ، بعد ذلك قربه منه ، وبذلك رفع شعره من شأنه وشأن قومه لدى الملك .

وتعد معلقته وثيقة تاريخية ، ففيها أشار إلى الأيام والمعارك التي خاضتها قبيلته ضد خصومها ، وذكر انتصاراتها ، وبخاصة الانتصارات التي تحققت على قبيلة تغلب .

تميز شعره بقوة الأسلوب ودقة الصياغة والرصانة ، وعلى الرغم من أنه شاعر مقل إلا أن شعره من أفضل الأشعار .

عاش الحارث عمرا مديدا ، وكان من المعمرين ، وذهب بعضهم إلى أن عمره وصل إلى حدود المئة وخمسين عاما ، وتوفي الحارس في العام 580 ميلادي ، لتنتهي بذلك حياة شاعر الفخر ، وهذه الأبيات من مقدمة معلقته الشهيرة :

آذنتنا ببينها أسماء

رب ثاو يمل منه الثواء

بعد عهد لنا ببرقة شماء

فأدنى ديارها الخلصاء

فالمحياة فالصفاح فأغناق

فتاق فعادب فالوفاء

لا أرى من عهدت فيها فأبكي

اليوم دلها وما يجيز البكاء

وبعينيك أوقدت هند النار

أخيرا تلوي لها العلياء

إقرأ في نجومي أيضاً: الأعشى – قصة حياة الأعشى الشاعر المخضرم

أكتب تعليقك ورأيك