ولد الشاعر والصحفي والمترجم اللبناني الكبير أنسي الحاج واسمه الكامل أنسي لويس الحاج بتاريخ 27 يوليو 1937، ولهذا المثقف الكبير دور هام وواضح في إثراء المحتوى الشعري والفكري العربي من خلال كتاباته، التي ستبقى مرجع مهم ومنارة مميزة للأجيال القادمة، بالإضافة الى ترجمته لعدد كبير من المسرحيات والاعمال العالمية المعروفة، وعمله كرئيس تحرير للعديد من الصحف الثقافية اللبنانية والعربية، ليسير بذلك على خطى والده المترجم والصحفي لويس الحاج.
حياة أنسي الحاج الخاصة:
ولد الشاعر الكبير بالجنوب اللبناني، وقد كان لوفاة والدته ماري عقل وهو طفل بالسابعة من عمره أثر كبير على نفسه وطبيعته الانطوائية.
ظهرت موهبته الشعرية منذ الصغر حتى أنه بدأ بكتابة المقالات والقصص الصغيرة وهو طالب في المرحلة الثانوية.
يعتبر الشاعر الكبير من اصدقاء الفنانة الكبيرة فيروز، أما زواجه فقد تمّ في عام 1957 من الكاتبة ليلى ضو، وقد أثمر هذا الزواج عن ولادة لويس وندى، التي ورثت موهبة الشعر من والدها.
من صفاته الشخصية أنه كان يحب ان يبقى وحيداً، وقد صرحت ابنته الشاعرة ندى بأحد لقاءاتها التلفزيونية، بأن والدها كان ينام في النهار ويسهر طوال الليل، ويترك أضواء المنزل كلها مضاءة لأنه يخاف من الليل والظلام.
مسيرة أنسي الحاج المهنية:
عمل في بداية حياته المهنية في صحيفة “الحياة”، فكان مسؤولاً عن صفحتها الاقتصادية، ليعمل بعد ذلك كمسؤول عن المحتوى الثقافي في صحيفة “النهار” اللبنانية، ليطور من عمل الصحيفة الثقافي فأصدرت في عام 1964 ملحق ثقافي أسبوعي لها اسمه مجلة “الملحق”، كما أنه تولى منصب رئيس التحرير لصحيفة “الحسناء” وصحيفة “النهار العربي والدولي” بالفترة الممتدة من عام 1977 حتى عام 1989.
كان صديقاً مقرباً من أدونيس ومن يوسف الخال، وقد أسس بالتعاون معهما مجلة “شعر”، اما كتابه الشعري الاول “لن” فقد صدر في عام 1960.
كانت له ترجمات مهمة للمسرحيات العالمية وخصوصاً للكاتب الكبير شكسبير، كما أنه نشر العديد من القصائد والدواوين الشعرية ومن ابرزها (لن- الرأس المقطوع- ماضي الايام الآتية- ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة- الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع- الوليمة- كلمات كلمات- خواتيم) ونظراً للقيمة الادبية والثقافية الكبيرة لأعماله فقد تمت ترجمتها للعديد من اللغات، وأبرزها الفرنسية والإنجليزية والبرتغالية والإسبانية والإيطالية والألمانية والأرمنية والفنلندية.
ونظراً للبصمة الكبيرة التي تركها في عالم الشعر والثقافة، فقد احتفل محرك جوجل بميلاده، كما أنه حصل على وسام الارز، ولأنه يحب الانعزال والانطوائية لم يكن يحب التكريم أو نيل الأوسمة.
مرض أنسي الحاج:
أصيب نجمنا بهذا المقال بسرطان القولون، ولكنه كان يخاف الموت كثيراً فتولدت لديه قناعة بأنه سيشفى من السرطان، وهذا ما جعل عائلته تضطر أن تتعامل مع مرضه على أنه حالة صحية غير خطيرة كي لا تؤثر سلبياً على نفسيته، لكن جسد أنسي الحاج لم يقاوم السرطان وتوفي بتاريخ 18 فبراير 2014 عن عمر ناهز 76 عام.
إقرأ أيضاً: خالد المريخي – قصة حياة الشاعر السعودي ولماذا سحبت منه الجنسية الكويتية
[…] […]
[…] […]