ولد مصطفى محمود في 27 ديسمبر من عام 1921 م، في قرية “ميت خاقان” التابعة لمركز “شبين الكوم” بمحافظة المنوفية بمصر.
إسمه الكامل هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ وينتهي نسبه إلى زين العابدين بن علي.
مصطفى محمود – قصة حياة مصطفى محمود صاحب برنامج العلم والإيمان
توفي والده وهو في الثامنة عشرة من عمره وذلك بعد معاناة طويلة مع الشلل وكان ذلك سنة 1939 م وترك ذلك حزناً بالغاً لدى الشاب.
خلال دراسته في المدرسة ورغم تفوقه واجتهاده، إلا أنه تعرض للضرب المبرح على يد معلم اللغة العربية، ما سبب له عقدة نفسية دفعته للانقطاع عن الدراسة مدة 3 سنوات !
ولم يعد إلى المدرسة إلا بعد أن انتقل المدرس إلى مدرسة أخرى، ثم انتقل بعدها إلى الجامعة ليتخصص في دراسة طب الأمراض الصدرية.
في كلية الطب لقّبه أصدقاؤه بالمشرحجي وذلك بسبب كثرة تأمله وتساؤله ولأنه كان يمضي وقتاً طويلاً في المشرحة وهو يتأمل جثث الموتى هناك في محاولة منه لفهم أسرار الخلق والبعث والنشور.
كان مصطفى محمود يفكر في أمور الخلق ونشأة الكون ووجود الله وظلّت الشكوك تساوره حول هذه الأمور ويضنيه البحث العلمي فيها طوال ثلاثين سنة.
وقد دفعته هذه التساؤلات إلى البحث والتحليل والاطلاع على مختلف العلوم والديانات السماوية وصولاً إلى الوثنية.. وقد وثّق كل ذلك في كتابه الشهير “رحلتي من الشك إلى اليقين”.
كان مصطفى محمود يمتاز بقدرته على الشرح بطريقة عميقة وبسيطة في آن معاً مليئة بالعلم والتشويق.
كان حلم الدكتور مصطفى محمود هو تقديم برنامج “العلم والإيمان” الذي أعده وقام بتقديم فكرته إلى إدارة التلفزيون المصري للتكفل بإنتاجه، وبالفعل لقيت الفكرة استحسان التلفزيون لكنه رصد لإنتاجه ميزانية ضئيلة جداً لا تزيد عن 30 جنيهاً للحلقة الواحدة.
رفض الدكتور مصطفى العقاد السير بمشروعه التلفزيوني بسبب ضآلة الانتاج ووجد أن هذا المبلغ المقترح لن يحقق شيئاً من طموحاته في إخراج البرنامج بالشكل المطلوب.
لكن أحد رجال الأعمال سمع بالأمر وتواصل معه لانتاج برنامجه من شركته الخاصة، ووفق الميزانية التي تتناسب مع المحتوى المنشود.. ويبدو أنه عاد ليتبناه التلفزيون المصري فيما بعد وتم عرض برنامجه هناك كل اثنين الساعة التاسعة مساء.
وقد تم تقديم ما يقرب من 400 حلقة من البرنامج على مدار 18 سنة وقد حقق نجاحاً باهراً عند عرضه على الشاشات وتابعه الملايين في العالم العربي. ولا زال برنامج العلم والإيمان يحقق نسبة مشاهدة عالية على موقع يوتيوب.
تزوج مصطفى محمود مرتين وفي كل مرة انتهى الزواج بالطلاق.
رزق من زوجته الأولى بولديه أمل وأدهم.
وبعد أن وقع الطلاق بقي عازباً عشر سنوات قبل أن يقدم على الزواج مرة أخرى من السيدة زينب حمدي لينتهي الزواج كذلك بالطلاق .
وفي الحالتين لم يدم ارتباطه أكثر من سنوات معدودة، بقي بعدها عالمنا الجليل وحيداً مكرساً حياته للعلم والبحث.
توفي الدكتور مصطفى محمود يوم السبت 31 اوكتوبر 2009 بعد رحلة علاج طويلة عن عمر يناهز 88 سنة.
وتم تشييع جثمانه في المسجد الذي شيّده بمدينة المهندسين المصرية وحضره طلابه ومحبي العلم في غياب تام للمشاهير والإعلام ورجالات الدولة، الأمر الذي أحبط أفراد أسرته ومحبيه وأصابهم بالصدمة.
رحل مصطفى محمود تاركاً أعماله العلمية تتحدث عنه وتنير الدرب أمام كل الباحثين عن الحقيقة.
كما ترك أعماله الانسانية الكثيرة تفيض بالخير على المحتاجين ومن بينها:
المسجد الذي ذكرناه آنفاً، وملحق به 3 مراكز طبية لعلاج الفقراء بالمجان.. إلى جانب قوافل الرحمة التي كانت تتألف من 16 طبيباً في جميع التخصصات وتوفر العلاج كذلك بالمجان.
كما أنشأ متحف جيولوجي و 4 مراصد فلكية ومتحف للصخور الغرانيتية في إطار البحث العلمي.
في نجومي سير حياة علماء آخرين، ننصحك بمطالعة قصة حياة إبراهيم الفقي .
إذا أعجبتك المقالة لا تنس مشاركتها مع أحبائك على فيسبوك وتويتر.
أكتب تعليقك ورأيك