محمد بن سيرين البصري المكنى بأبي بكر عالم، إمام، وفقيه، كبير، يعد واحدا من أبرز الزهاد، تميز بورعه الشديد كما كان بارا بوالديه وملتزما بتعاليم الإسلام، كما اشتهر بقدرته الكبيرة على تفسير الأحلام.
ولد في حدود العام 21 للهجرة الموافق 653 ميلادي في البصرة، والده كان مملوكا للصحابي الجليل أنس بن مالك قبل أن يقوم الأخير بعتقه.
والده كان تقيا وورعا، وعمل على تربية ولده على الورع والتقوى، لذلك فقد دفع بولده معلم للاتصال بمجموعة من كبار الصحابة وذلك لكي يأخذ العلم عنهم، ومن أبرز هؤلاء الصحابة زيد بن ثابت ، عبد الله بن عباس، عبد الله بن عمر، أبي هريرة، وعبد الله بن الزبير، وغيرهم.
ومن خلال هؤلاء الصحابة تمكن محمد بن سيرين من نهل عدد كبير من العلوم، حيث أنه حفظ عنهم أحاديث النبي الأكرم، وأتقن العلوم الشرعية.
وبعد أن انتهى من نهل العلم عقد حلقة في مسجد البصرة وبدأ الطلاب يتوافدون عليه لنهل العلوم منه، ومن أشهر تلامذته هشام بن حسان، قرة بن خالد، جرير بن حازم، مهدي بن ميمون، وغيرهم.
اشتهر محمد بن سيرين بقدرته الكبيرة على تفسير الأحلام، حيث لا يمر عليه حلما إلا ووضع له تفسيره الصحيح، وقال ابن سيرين في تفسير حلم رؤية الله: من رأى ربه تعالى في المنام دخل الجنة.
ولكن ابن سيرين لم يضع أي كتاب في تفسير الأحلام، وكتاب تفسير الأحلام الموجود في عصرنا هذا هو من تأليف عبد الملك بن محمد الخركوش النيسابوري.
كما اشتهر محمد بن سيرين بروايته للحديث، حيث استطاع حفظ عدد كبير من الأحاديث التي سمعها عن شيوخه.
ولقد نال هذا الفقيه ثناء كبيرا، فقال عنه مورق العجلي: ما رأيت راجلا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين، أما ابن عون فقال: كان يأتي بالحديث على حروفه.
كما كان ابن سيرين قاضيا عادلا، يحكم بين الناس بما يرضي الله سبحانه وتعالى، وكثيرا ما كان يوصي الناس بالتقرب من الله سبحانه وتعالى، وكان زاهدا يصوم يوما ويفطر يوما.
توفي محمد بن سيرين في العام 110 للهجرة الموافق 729 ميلادي عن عمر يناهز ستة وسبعين عاما، وجاءت وفاته بعد وفاة الحسن البصري بحدود مئة يوم، وبوفاته يسدل الستار على حياة عالم وفقيه كبير، وأحد أشهر مفسري الأحلام.
إقرأ أيضاً: عبد الله بن عمر – قصة حياة الصحابي والعالم المسلم الجليل
[…] إقرأ أيضاً: محمد بن سيرين – قصة حياة الإمام ومفسر الأحلام الكبير […]
[…] إقرأ أيضاً: محمد بن سيرين – قصة حياة الإمام ومفسر الأحلام الكبير […]