فاسكو دا غاما بحار ومستكشف برتغالي كبير، يعد أول شخص يسافر من أوربا إلى الهند من خلال البحر، ولقد اكتشف رأس الرجاء الصالح بمساعدة من الملاح العربي أحمد بن ماجد.
ولد في الثالث من أيلول ( سبتمبر) عام 1496 ميلادي في مدينة سينيس البرتغالية وفيها نشأ.
والده هو استيفادو دا غاما وكان حاكما لمدينة سينيس البرتغالية، أما والدته فتعود بأصولها إلى إنكلترا.
تعلم أصول السياسة والقيادة في مديرية سانتياغو، وفي العام 1507 تم نقله إلى مديرية المسيح الحربية ليخدم تحت قيادة الملك البرتغالي مانويل الأول.
في عهده كان العرب يسيطرون على طريق التجارة من الهند إلى أوروبا، وكان البرتغاليون يسعون إلى إيجاد طريق جديد إلى الهند وذلك من خلال الالتفاف حول إفريقيا.
فقام الملك البرتغالي بتكليف والده بقيادة حملة لفتح طرق بحرية تربط بين آسيا وأوروبا بهدف كسر شوكة المسلمين، لكن والده توفي قبل أن يقوم بالرحلة فخلف فاسكو داغاما.
قبل أن يقوم هذا الملاح برحلته كان هناك العديد من الاكتشافات الأوربية التي تؤكد إمكانية الالتفاف حول إفريقيا والوصول إلى الهند، حيث قام هنري الملاح بعدة رحلات قدم من خلالها معلومات جيدة حول الشاطئ الإفريقي.
انطلقت رحلة فاسكو دا غاما التي كان يسعى من خلالها نحو الوصول إلى الهند في الثامن من تموز ( يوليو) عام 1497 بأسطول مكون من أربع سفن، وفي مطلع العام التالي حط الأسطول رحاله في الموزمبيق، وادعى بأنه مسلم لكي لا يثير شكوك السكان الذين سرعان ما اكتشفوا حقيقته وطردوه فضرب المدينة بالمدافع.
بعد ذلك وصلت الحملة إلى مومباسا، ومن ثم إلى ماليندي، وفي ماليندي احتك الأوربيون بالتجار الهندوس لأول مرة.
وفي العشرين من أيار ( مايو) عام 1498 وصلت الحملة إلى الهند بعد مساعدة الملاح العربي أحمد بن ماجد والذي استخدم خبرته بالرياح الموسمية ليصل بهم إلى مدينة كاليكوت الواقعة في الجنوب الغربي من الهند، ودخل فاسكو دا غاما في مفاوضات شاقة مع الحاكم ساموثيري راجا، واستطاع في نهاية المطاف أن يحصل على رخصة للتجارة بشرط أن يترك كافة البضائع التي يحملها كأمانة.
عاد هذا الملاح في شهر أيلول ( سبتمبر) إلى البرتغال، ولقد تمت مكافأته فمنح لقب أدميرال المحيط الهندي، ولقب الكونت، كما تم تعين مرتب سنوي له بقيمة 300 ألف ريال.
بعد عامين من عودته انطلق برحلة جديدة نحو الهند بأسطول مكون من عشرين سفينة وكان الهدف الرئيسي من هذه الرحلة توسيع رقعة الإمبراطورية البرتغالية، وخلال هذه الرحلة قام بالعديد من الأعمال الحربية، فاعتدى على ميناء كلوا، كما قصف مدينة كاليكوت ودمر أسطولها لقتلهم التجار الذين تركهم، كما كان يعترض سفن المسلمين ويقتلهم، وتعد حادثة حرقه لسفينة على متنها 380 حاج مسلم عائدون من مكة المكرمة إلى ديارهم من أشهر الحوادث التي تثبت كرهه للمسلمين وحقده عليهم.
كان فاسكوا دا غاما معاديا للإسلام بشكل كبير، حيث كان يعمل بشكل دائم على طرد المسلمين من المناطق التي يحتلها، كما كان ينكل بهم ويقتلهم بأبشع الصور.
بعد أن انتهت رحلته الثانية عاد إلى البرتغال واستقر فيها حتى العام 1524 عندما طلب منه الذهاب إلى الهند ليحل محل إدواردو دي مينيزس والذي تسبب في عدد كبير من المشاكل، فوصل إلى كاليكوت وعمل على انهاء المشاكل، وفي الرابع والعشرين من كانون الأول ( ديسمبر) وبعد وصوله بفترة قصيرة توفي هذا الرحالة ودفن في كنيسة القديس فرانسيس في مدينة كوتشي الهندي، وفي العام 1539 تم نقل رفاته إلى البرتغال حيث دفن في فاديغويرا في قبر كبير.
تزوج هذا الرحالة من كاترينا دا أتايد وأنجب منها سبعة أطفال، وعاش معها حياة مستقرة.
تم وضعه في المركز السادس والثمانين في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم، ما أطلق اسمه على فوهة قمري وعدد من الأندية الرياضية.
وهكذا يسدل الستار على حياة رحالة عالمي كان لوصوله إلى الهند أثر كبير على ازدهار أوروبا، بينما ترك هذا الوصول أثر سلبي على سكان الهند وعلى التجارة العربية التي بدأت تضعف.
إقرأ في نجومي أيضاً: الخطيب البغدادي – قصة حياة الخطيب البغدادي المؤرخ الكبير
[…] إقرأ أيضاً: فاسكو دا غاما – قصة حياة فاسكو دا غاما أدميرال المحيط ا… […]